أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس تعيين وزير الخارجية لوران فابيوس رئيساً للمجلس الدستوري الذي يضم رؤساء الجمهورية السابقين وأعضاء في مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وهو منصب مرموق سيشغله لمدة 9 سنوات خلفاً لجان لوي دوبري، وزير الداخلية في عهد الرئيس السابق جاك شيراك. وسيتسلم فابيوس في سن ال69 المنصب بعد 30 سنة من العمل السياسي، علماً أنه كان أصغر رئيس للوزراء في تاريخ فرنسا عام 1984 حين كان في ال37 من العمر، وتولى المنصب حتى 1986. وهو سيبقى رئيساً لمؤتمر التغيير المناخي. ويتوقع أن يعلن هولاند اليوم التعديل الوزاري الأخير قبل نهاية عهده، في محاولة لاستعادة شعبيته التي تبقى متدنية جداً بنسبة 20 في المئة فقط من التأييد الشعبي. وبين الأسماء المرشحة لخلافة فابيوس في الخارجية وزيرة البيئة والطاقة سيغولين رويال، والدة أبناء هولاند الأربعة التي قد يثير تعيينها قلق الديبلوماسيين لأنها معروفة بأنها سلطوية ولا تملك خبرة في الأمور الديبلوماسية. وقد يعزز ذلك رغبة هولاند في اختيار وجه نسائي للحقيبة بعد استقالة وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا، كونه ملتزم التقيد بمبدأ المساواة بين الرجال والنساء الذي يدعو إليه دائماً، علماً أن بين الأسماء المطروحة أيضاً رئيسة لجنة الشوؤن الخارجية في البرلمان إليزابيت غيغو المطلعة على كل الملفات، والتي لم تكن علاقتها بهولاند جيدة في عهد الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران. ويُطرح أيضاً اسم رئيس الوزراء السابق جان مارك أرولت الذي يقول البعض أنه يرفض دخول حكومة برئاسة خلفه مانويل فالس، على رغم أن حقيبة الخارجية تخضع لإشراف الرئيس وليس رئيس الوزراء. وكشفت مصادر أن هولاند طالب صديقه وزير المال ميشال سابان بأن يتولى الخارجية لكنه رفض، فيما أبدى وزير الخارجية السابق هوبير فيدرين عدم رغبته في شغل المنصب مجدداً، بخلاف ماتياس فكل، وزير الدولة الحالي والذي عمل بإشراف فابيوس. ويبدو أن هولاند يبحث عمن يقدم له مكاسب في الحزب الاشتراكي لمحاولة استعادة شعبيته، لذا يستبعد أن يغير الوزير التالي سياسة فرنسا في الملفات الأساسية في الشرق الأوسط، خصوصاً في سورية ولبنان والعلاقة مع السعودية، لأن فابيوس تعامل مع هذه الملفات بتنسيق وثيق مع هولاند.