استهل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عهده كثاني رئيس اشتراكي للبلاد، بتوجيه «رسائل» تفيد بتمايزه عن سلفه نيكولا ساركوزي، خصوصاً في اعتماد مظاهر البساطة والحرص على عدم التفرد في القرار، كما أوحى في خطابه الأول أمس. ووجه هولاند انتقادات مبطنة الى ساركوزي، ما شكل انطلاقة لحملة الانتخابات الاشتراعية التي يسعى الاشتراكيون خلالها الى السيطرة على غالبية مقاعد البرلمان، بعد نجاحهم في ايصال هولاند الى قصر الاليزيه. وبادر هولاند في يومه الأول في الأليزيه، الى تكليف رئيس كتلة النواب الاشتراكيين في البرلمان الحالي جان مارك آرو مهمة تشكيل الحكومة التي يتوقع ان تبصر النور اليوم. وفور اتمام مراسم التسليم والتسلم مع ساركوزي، توجه الرئيس الفرنسي الجديد الى المانيا للقاء المستشارة انغيلا مركل في مسعى الى طي صفحة التجاذبات معها في شأن سياستها القائمة على التقشف في مواجهة الازمة في منطقة اليورو. ومن المفارقات التي اثارت لغطاً، ان طائرة هولاند اضطرت للعودة الى المدرج، بعد ان ضربتها صاعقة، في حادثة هي الاولى من نوعها التي تتعرض لها طائرة تقل رئيساً فرنسياً. وأخرت الحادثة سفر الرئيس الجديد الى برلين لبعض الوقت. واستبق هولاند زيارته لالمانيا بإعلانه في خطاب التنصيب انه يريد «فتح طريق جديد في أوروبا». وقال: «سأقترح على شركائنا ميثاقاً جديداً يجمع بين الخفض الضروري للديون العامة والتحفيز اللازم للاقتصاد». وأعلن الأمين العام الجديد للرئاسة بيار رينيه لوما عن تعيين آرو رئيساً للحكومة، وهذا السياسي البالغ من العمر 62 سنة، يشغل حالياً منصب رئيس بلدية نانت ويرأس كتلة الاشتراكيين في البرلمان منذ اكثر من 15 سنة. ولم يسبق لآرو ان تسلم اي منصب وزاري، ولكنه كان دائماً مقرباً من هولاند. ويتوقع ان تعلن تشكيلة الحكومة اليوم ويرأس هولاند جلستها الأولى، قبل توجهه الى واشنطن للقاء الرئيس باراك اوباما مساء الخميس. وسرت تكهنات عن ان منصب وزير الخارجية في الحكومة العتيدة سيشغله اما لوران فابيوس رئيس الحكومة السابق او بيار موسكوفيسي مدير حملة هولاند. كما كثر الكلام عن اسناد حقيبة الداخلية الى مانويل فالز النائب الشاب الذي نافس هولاند في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي للرئاسة. وتوقعت مصادر ان يسند هولاند حقيبة المال الى ميشال سابان صديقه الذي عمل وزيراً في عهد الرئيس الراحل فرنسوا ميتران، في حين ان كثيرين نقلوا عن الامين العام للحزب الاشتراكي مارتين اوبري منافسة هولاند سابقاً في انتخابات الحزب، رغبتها في تولي حقيبة المال. لكن الرئيس الجديد قد يسند اليها «وزارة كبرى» للثقافة. اما رفيقة هولاند السابقة والتي فشلت في منافسة ساركوزي على الرئاسة سيغولين رويال فأعربت عن رغبتها في ان تصبح رئيسة الجمعية الوطنية والملاحظ انها لم تحضر حفلة التنصيب في الاليزيه. اما في الدفاع فرجحت المصادر المطلعة تسليم هذه الوزارة الى احد اقرب المقربين لهولاند وهو النائب الاشتراكي جان ايف لو دريان. وأعلن هولاند عن نيته تعيين عدد متساوٍ من النساء في حكومة لن تكون موسعة (قد لا يتجاوز عدد اعضائها ال 15». وهناك عدد من السيدات لعبن دوراً مهماً في حملة هولاند، وقد تسند اليهن حقائب، وبينهن نجاة بلقاسم واوريلي فيليبيتي. وعين هولاند مستشاراً ديبلوماسياً له هو بول جان اورتيز الذي كان يشغل منصب مدير شؤون آسيا في وزارة الخارجية وعمل في سفارات فرنسا في الصين وفيتنام ومدريد. ويتوقع ان يعاونه للشرق الاوسط ديبلوماسيون للملفات العربية من بينهم مستشرقون عملوا في المنطقة، مثل قنصل فرنسا العام في جدة كريستيان نخلي والمستشار في السفارة الفرنسية في المغرب لودوفيك بوي والديبلوماسي الفرنسي برونو اوبير.