أرجأ قاضي التحقيق في قضايا الإرهاب بمدينة سلا المغربية اليوم (الثلثاء) شباط (فبراير) النظر في قضية يونس الشقوري الذي رحلته الإدارة الأميركية منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي من معتقل غوانتانامو الى المغرب، بعدما أسقطت عنه جميع التهم. وقال عضو هيئة دفاع الشقوري الذي تعتقله السلطات المغربية منذ وصوله الى المغرب، خليل الإدريسي إن "القاضي أجل مرة أخرى التحقيق مع موكلي حتى ال 23 من الشهر الجاري، رغم تقدمنا مرة أخرى بطلب من أجل إطلاق السراح الموقت". وأوضح الإدريسي أنه لا يمكن أن يؤجل قاضي التحقيق النظر في الملف كل مرة وموكلي معتقل، لأنه بإمكانه "متابعته في حال إطلاق سراحه، وحينها يمكنه التأجيل كما شاء". وسبق للقاضي أن ارجأ في ال 22 تشرين الأول (أكتوبر) التحقيق في قضية الشقوري حتى الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2015، ثم إلى الثالث من كانون الأول (ديسمبر) العام 2015، ثم إلى السادس من كانون الثاني (يناير) العام 2016. وسبق لمحامي وزارة العدل الأميركية ثيموتي جونسون، أن شهد أن الوزارة الأميركية "سحبت جميع الأدلة المعتمدة لدى مثوله (الشقوري) أمام القضاء والمتعلقة بانتمائه للمجموعة المسماة الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة"، والتي كانت سبباً في ابقائه طيلة ذلك الوقت في غوانتانامو. واتهمت "الجماعة الإسلامية المغربية" المقاتلة لاحقاً بالوقوف وراء الهجمات الدامية في الدار البيضاء في العام 2003، والتي راح ضحيتها 45 شخص، وفي مدريد في العام 2004 والتي خلفت 181 ضحية. وبعد اسقاط التهم عن الشقوري البالغ من العمر 47 عاماً، رحلته واشنطن الى المغرب في 16 أيلول (سبتمبر) العام 2015. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن السلطات المغربية قدمت ضمانات للإدارة الأميركية، لإطلاق سراح المغربي الذي قضى 13 عاماً في غوانتانامو، بعد 72 ساعة من وصوله الى المغرب. لكن مصطفى الرميد وزير العدل والحريات المغربي قال "صحيح إننا تفاوضنا مع واشنطن لترحيل الشقوري الى المغرب، لكن لم نقدم ضمانات بتحريره في غضون 72 ساعة بعد وصوله" الى المملكة. وسبق لمدير منظمة "ريبريف" البريطانية التي تدافع عن معتقلي غوانتانامو كلايف ستافورد سميث ومحامي يونس الشقوري منذ عشرة أعوام أن قال "عندما وعدني الأميركيون بقرب انتهاء كابوس يونس في غوانتانامو، وبأن لديهم ضمانات قوية من الحكومة المغربية فرحنا كثيراً لذلك". يذكر أن الشرطة الباكستانية اعتقلت الشقوري في كانون الأول (ديسمبر) العام 2001 أثناء محاولته الهرب من معقل حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في أفغانستان، بحسب "ملف غوانتانامو" الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز". وقد يستمر التحقيق مع الشقوري وهو في حالة اعتقال لعام كامل، حسب ما أوضح محاميه خليل الإدريسي. ورحلت الإدارة الأميركية حتى الآن 13 مغربياً بمن فيهم الشقوري من غوانتانامو، فيما يعتبر السجين ناصر عبد اللطيف آخر مغربي في المعتقل.