حيّا الرئيس اللبناني ميشال سليمان الصحافة اللبنانية في ذكرى شهدائها، «الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمواقفهم الجريئة والوطنية»، متمنياً أن «يبقى الإعلام والإعلاميون اللبنانيون مدرسة في هذه المهنة – الرسالة وأخلاقياتها وأن يساهموا في إعزاز المهنة وتحصينها ووضع الضوابط الأخلاقية والوطنية الذاتية كي تبقى الحرية مصانة والديموقراطية معززة في وطننا». وفي ذكرى شهداء الصحافة الذي صادف أمس، دعا سليمان الصحافة اللبنانية إلى أن «تكون العين الساهرة والناقدة بموضوعية لمساعدة المسؤولين في كشف معالم الخطأ أو الثغرات كي تتم معالجتها وهو الدور الوطني الذي يقوم به الإعلام اللبناني». وفيما وضعت هيئات أرمنية وفرق كشفية أكاليل زهر على النصب التذكاري لشهداء السادس من أيار(مايو) في وسط بيروت، نظمت «عصبة تكريم الشهداء» بالاشتراك مع نقابتي الصحافة والمحررين احتفالا في مدافن الشهداء في تلة الموحدين الدروز، حضره وزير الدولة عدنان السيد حسين ممثلاً الرئيس سليمان، النائب قاسم هاشم ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووزير الاعلام طارق متري ممثلاً رئيس الحكومة سعد الحريري، ونقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وملحم كرم، ورئيس العصبة سامي عبدالباقي. وبعد وضع أكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء، انتقد عبدالباقي في كلمة «الكلام عن ان التعطيل الرسمي في السادس من أيار مضيعة للوقت وهدر للطاقات الوطنية فوجب الغاؤه». وقال: «هذا المنطق هرطقة وطنية هادفة الى محو هذه الذكرى المقدسة من ذاكرة الوطن والمواطنين، ومن الوجدان الوطني والى تجويف الوطن الذي بناه شهداء السادس من أيار من أسبابه ومكوناته ليصبح مفرغاً من حقيقة وجوده الايديولوجي فتتقاذفه المؤامرات والفتن». وسأل البعلبكي في كلمته: «اذا كان السادس من أيار رمز الفداء الذي تجسدت فيه وحدة الشعب اللبناني من غير تفرقة بين دين ودين أو مذهب ومذهب أو رأي ورأي، فأين هي هذه الوحدة اليوم ورياح التعصب والتشرذم والتقسيم تعصف بهذا الشعب وكيان لبنان حتى لتكاد تأتي عليه من القواعد؟»، لافتاً الى ان «الصحافة اللبنانية قررت اعتماد يوم السادس من ايار عيداً لها يوم تسرعت السلطة اللبنانية في الغاء اعتبار هذا اليوم عيداً وطنياً تعطل فيه دوائر الدولة مع سائر الاعياد الوطنية والدينية والمذهبية، لكي يكون في ذلك القرار معنى تشبث الصحافة بكل ما يرمز اليه ذلك اليوم العظيم من ايام لبنان والعرب». وأكد «ان الدماء التي ضمخ بها شهداء الصحافة ارض الوطن لن تذهب سدى وتلك التي سيستمرون في بذلها على مذبح الحرية والاستقلال والتقدم والحق، ستبقى منارات تضيء متاهات الدروب وسط هذه الظلمات التي يتكاثف بعضها فوق بعض». وقال كرم: «كل احتفال في هذا اليوم وأمام هذه الضرائح الزكية، انما يكون من أجل لبنان سيادة وحضوراً وألمعية، ومن أجل الوطن الذي عندما لا يكون هوى في النفس، وعرقاً في القلب يضرب في الارض يظل حفنة من تراب لخفقة من الناس دون فروض ودون اقداس». واضاف قائلاً: «لم أر في الشهادة كما زعموا يداً تمشي في الفناء، بل رأيت فيه يداً تفعل فعلاً آخر، جندي يموت في ثوب الواجب وكادح يموت في ثوب العمل، وملاح يموت وهو يمسك الشراع كما يمسك الاعصار، هؤلاء يلاقون حتفهم بكبرياء لانهم عرفوا كيف يحملون الواجب بكبرياء». وفي مقر نقابة الصحافة، أجري تكريم ستة من الصحافيين الذين مضى على انتسابهم الى الجدول النقابي خمسون سنة في حضور الوزير متري والنقيبين البعلبكي وكرم، وأجري تسليمهم دروعاً وهم على التوالي: ابراهيم برجاوي، فاطمة لطفي ناعورة، ذو الفقار قبيسي، شوقي يوسف صوايا، بديع شكري نجم وانطوان نعمة الله عواد.