أكدت مواقع إخبارية موريتانية الأربعاء الماضي وقوع اشتباكات بين دورية من الجيش الموريتاني ومهربي مخدرات في المنطقة العسكرية المغلقة بتيرس زمور شمال موريتانيا، انتهت بمصادرة كمية كبيرة من المخدرات وسيارتين رباعيتي الدفع. وأشارت المواقع إلى أن معلومات استخباراتية أميركية كانت وراء كشف خيوط شبكة التهريب، مضيفةً أن الأميركيين أبلغوا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز خلال مشاركته فى قمة أديس أبابا بوجود باخرة فى عرض المحيط الاطلسي محملة بالكوكايين، وتضم جزائريين وسنغاليين وماليين، إضافة إلى عدد من الموريتانيين والصحراويين، وأن قوارب صغيرة تستخدم لنقل الشحنة إلى السواحل الموريتانية. وكانت وسائل اعلام ذكرت الأحد الماضي أن الأجهزة الأمنية الموريتانية فككت أيضاً أكبر شبكة تعمل في مجال الاتجار بالمخدرات وتهريبها بين موريتانيا والصحراء الكبرى، مؤكدة أنها أوقفت أكثر من 36 شخصاً، وعدداً من السيارات رباعية الدفع تحمل كميات من المخدرات بين العاصمة نواكشوط، ومدن نواذيبو وأزويرات شمال البلاد. يذكر ان هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها كشف شبكة دولية كبيرة لتهريب المخدرات، إذ تعتبر موريتانيا ممراً للاتجار بالمخدرات، لكن سرعان ما يجد المتهمون أو المدانون فيها طريقهم إلى الحرية من جديد. وكانت «وكالة أنباء الأخبار المستقلة»، نقلت عن مصادر قولها إن متابعة تطورات ملف المخدرات في موريتانيا هو ما منع الرئيس الموريتاني من الزيارة التي كان من المقرر أن يؤديها إلى مصر بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وأضافت الوكالة ووسائل اعلام محلية أن سيدي محمد ولد هيدالة، نجل الرئيس الموريتاني السابق محمد خونا ولد هيدالة، اعتقل بعد حصول الاستخبارات الموريتانية على معلومات حول نزول طائرة محملة بالمخدرات في صحراء الشامي شمال موريتانيا ومطاردة الأمن الموريتاني لسيارات كانت متجهة لمحل نزول الطائرة لنقل محتوياتها بعيدا من الأنظار. ويعد ولد هيدالة من الأسماء المعروفة في مجال الاتجار بالمخدرات، وأفرج عنه أخيراً في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، بعد سبع أعوام من السجن في المغرب بتهمة الاتجار في المخدرات، مروراً بأشهر قليلة قضاها في السجون الموريتانية نهاية العام 2014، إذ سلمته المغرب إلى موريتانيا. ومن بين الأسماء التي تداولتها وسائل الاعلام، أعل الشيخ ولد هيدالة الابن الثاني للرئيس السابق ولد هديدالة، كذلك ولد اسويلم ابن شقيقة النائب البرلماني القاسم ولد بلالي. وفي نهاية العام الماضي، بدأت خيوط ملف جديد حول الاتجار بالمخدرات عبر موريتانيا يعد الأكبر من نوعه منذ حادثة طائرة نواذيبو في أيار (مايو) العام 2007، تتكشف للأمن الموريتاني، بعد اعترافات تاجر مخدرات فنزويلي معتقل في موريتانيا منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأضافت المصادر ذاتها أن الفنزويلي أدلى بمعلومات ومعطيات عن موريتانيين حاولوا تهريب شحنات مخدرات من كولومبيا عبر موريتانياوالسنغال، كما روى قصة مغادرته بطائرة المخدرات من السنغال إلى كولومبيا لتحط رحالها قرب مدينة كيدال في الشمال المالي ويتم إحراقها هناك العام 2009، ضمن ملف اتهمت فيه شخصيات عدة من سكان مناطق شمال مالي. ولا تزال التحقيقات جارية في ملف المخدرات الأضخم من نوعه منذ أعوام في البلد، إذ يتابع الإعلام المحلي والدولي ما ستسفر عنه تلك التحقيقات من أخبار جديدة قد تحمل أسماء متهمين جدد أو تكشف عن زيادة في حجم كميات المخدرات المصادرة. يذكر أن الحكومة الموريتانية صادقت يوم 21 كانون الثاني (يناير) الماضي، على مشروع مرسوم يقضي بإنشاء صندوق دعم للمساهمة في محاربة الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية والارهاب، بقصد تعزيز قدرات المصالح المعنية بمكافحة المخدرات عن طريق مدها بموارد مالية خاصة.