قرر المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني التوقف عن إعلان مواقفه السياسية أسبوعياً، على ما جرت العادة منذ سنوات، وربط طرحها بالمستجدات، فيما دعا رئيس الوقف السني عبد اللطيف هميم، خلال أول صلاة جمعة في الرمادي، بعد تحريرها، لإعادة الحياة إلى المدينة وفتح المراكز الحكومية. وقال ممثل المرجعية في كربلاء أحمد الصافي في خطبة الجمعة أمس إن «المرجعية دأبت على قراءة نص مكتوب يمثل رؤاها وأنظارها في الشأن العراقي، ولكن تقرر أن لا يكون ذلك أسبوعياً في الوقت الحاضر». وأضاف أن «آراء المرجعية ستطرح بحسب ما يستجد من أمور وتقتضيه المناسبات». وكان الصافي يعرض في خطبه مواقف المرجعية السياسية، كل يوم جمعة، منذ الانتخابات التشريعية التي أجريت في آذار (مارس) 2014، وأبدى خيبة أمله واستيائه من العملية السياسية والوضع الاقتصادي. ومن أبرز المواقف التي أعلنها السيستاني خلال الشهور الماضية دعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي في تنفيذ إصلاحات أعلنها، وتأييده التظاهرات الشعبية التي جرت في بغداد والمحافظات الجنوبية، وانتقاد الحكومات التي تعاقبت بعد 2003. إلى ذلك، شدد رئيس الوقف السني عبد اللطيف هميم في أول خطبة جمعة في الرمادي بعد تحريرها على ضرورة «عودة قيادات الأنبار إلى المحافظة وفتح الدوائر الحكومية في مقرات بديلة لممارسة أعمالها والتخطيط لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه». وأضاف أنه تم إطلاق «حملة تطوعية شعبية لتنظيف وإعمار مدن الأنبار، وعلى جميع الأهالي تحمل مسؤولياتهم»، وطالب النازحين، ب»العودة والدفاع عن كل مدنهم». وأثنى على جهود قوات الأمن والعشائر «في مواجهة الإرهاب وكل القيادات العسكرية لما قدمته خلال المعارك، وما تحقق من نصر وتحرير»، وزاد أن «الجميع في مركب واحد ولا بديل لدولة قانونية تقوم على قاعدة قوية وثابتة». وتمكنت قوات الجيش من تحرير وسط الرمادي أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لكن المعارك ما زالت مستمرة لتحرير المناطق الشرقية منها، حيث يتخذها «داعش» ملاذات آمنة. من جهة أخرى، دعا خطيب الجمعة في النجف صدر الدين القبانجي «المجتمع الدولي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي إلى إنشاء صندوق لدعم المناطق المحررة»، واعتبر «الحديث عن تقسيم العراق محاولة لإشغالنا وخلق مشاكل داخلية».