شدد المرجع الشيعي علي السيستاني على ضرورة وضع خطة لإعطاء سكان المدن الواقعة تحت سيطرة «داعش» دوراً أكبر في تحرير مناطقهم، محذراً من الصدامات بين التشكيلات المقاتلة. ودعا المقاتلين إلى عدم ترك مواقعهم للمشاركة في «زيارة الأربعين» وشعائر كربلاء. وقال ممثل السيستاني في كربلاء، خلال خطبة الجمعة أمس، ان «الظروف العصيبة التي يعيشها العراق والمنطقة وهي تواجه الإرهاب الداعشي تدعو أكثر إلى مزيد من التكاتف والتنسيق بين جميع الأطراف». وحذر من «التوتر والصدام بينها لأن ذلك لا يخدم إلا الإرهاب الذي لا يفرق في جرائمه بين طرف وآخر»، وطالب القوى السياسية «بتوحيد خطابها في هذه القضية المصيرية وترك خلافاتها وتكريس الجهود لدحر داعش وتخليص البلد منه». ودعا الصافي إلى «دعم القوات المقاتلة ووضع خطة تحظى بمساندة الأهالي في المناطق التي ترزح تحت وطأة داعش، ليكون لهم دور أكبر في تحريرها وإعمارها». كما دعا «المقاتلين الذين يقفون في السواتر الأمامية ويخوضون حرباً شرسة ضد داعش ويرابطون في الأراضي المحررة ان لا يتركوا مواقعهم للمشاركة في الزيارة الاربعينية»، وأضاف ان «المقاتلين ببقائهم في مواقعهم يحظون بثواب الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات». وتابع: «على المشاركين في الزيارة الاربعينية الاهتمام بالمشروع الإصلاحي الذي خطه الإمام الحسين وتحصيل المعارف الدينية». وأكد ضرورة أن «يتجنب الزوار ما يثير الفرقة والاختلاف في صفوف المؤمنين وعدم استغلال المناسبة للترويج للجهات التي ينتمون إليها دينياً وسياسياً»، ودعا إلى «الابتعاد عن بعض الممارسات المستحدثة التي لا تنسجم مع قدسية المراسم والاقتصار على الشعائر المتوارثة في إقامة العزاء والحزن». وقال خطيب الجمعة في النجف صدر الدين القبانجي ان «الحديث عن تقسيم العراق مرفوض ولا يمت إلى واقع الأخوة الوطنية، ولا التعايش الأخوي عبر القرون»، وأضاف ان «العراق جسم واحد ولا يجوز تقطيعه»، وأكد أن «تجربة الوحدة بين أبناء الشعب العراقي عريقة ولا أحد يقبل بالتقسيم». وأشار إلى أن «داعش لا يمثل أهل السنة وليس بديلاً عنهم، انما يمثل التخلف المدني ولا يستطيع ان يبني دولة حضارية وهو عصابة تعيش على الاتاوات واللصوصية». ولفت إلى ان «أهل السنة يريدون التخلص من داعش وهم يطلبون من المرجعية التدخل لتحرير الأنبار والموصل من هذه العصابات».