يُطلق في الدوحة الأحد المقبل الأسبوع الثقافي السعودي، وهو أول حدث من نوعه في قطر على مدى تاريخ العلاقات بين البلدين. ويفتتح الأسبوع وزيرا الثقافة السعودي والقطري الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجه والدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري. وفيما اعرب الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث في قطر مبارك بن ناصر آل خليفة عن سعادته باستقبال الاسبوع الثقافي السعودي أسوة بأسابيع ثقافية عربية في إطار احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية 2010، أكد السفير السعودي أحمد بن على القحطاني ل «الحياة» أن 120 شخصية سعودية ستشارك في الفعاليات بينها 14 امرأة. وأعرب الأمين العام لوزارة الثقافة عن ثقته بأن الأسبوع السعودي سيكون مميزاً وناجحاً، مشيراً الى ما وصفه ب «المكانة الثقافية للسعودية، هذا فضلاً عن أنها تعتبر بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة الكبرى وهي تضم ثقافات متعددة ولدى السعوديين الكثير الذي يمكن أن يقدموه» في الأسبوع الثقافي. ورأى القحطاني أن الثقافة تعد من أهم الروافد التي تعزز العلاقات وتُمتنها، مشدداً على متانة روابط التاريخ والدم والدين بين الشعبين. وقال: «نفخر بأن أصولنا وجذورنا واحدة»، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين اتسمت على مدى التاريخ بأنها متميزة ونموذجية. وأضاف: «نعمل بصدق واخلاص لتكون في أعلى مستوياتها». واعتبر أن «الثقافة والفكر يمثلان قناة مهمة جداً، إذ يوصلان المشاعر ويزيدان المحبة والمودة»، رأى أن «من الطبيعي أن تكون العلاقات بين البلدين على هذا المستوى الرفيع». وقال: «نحن نسعى الى أن يكون التواصل في أعلى مستوياته، وهو أمر موجود الآن وطبيعي، والقرار موجود عند المواطن والقيادتين. ونفخر بهذه العلاقة المتميزة بين الشعبين والقيادتين». ونوّه السفير السعودي بما حققته قطر في الأشهر الماضية من نجاح في إطار احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية لعام 2010، ووصف الفعاليات التي شهدتها بأنها متميزة ولاقت نجاحاً باهراً، ورأى أن ذلك «ليس غريباً على قطر التي نتوقع منها النجاح دوماً، والتنظيم الراقي». وخلص الى أن «الدوحة تستحق أن تكون عاصمة للثقافة العربية وبيتاً للمثقفين والمفكرين». وأعرب القحطاني عن أمله بأن «يشكل الأسبوع الثقافي السعودي إضافة حيوية وجيدة لأسابيع ثقافية عربية شهدتها قطر». ولفت الى «أننا حرصنا على أن تكون الفعاليات متنوعة»، مشيراً الى «الاهتمام بثقافة الطفل والتركيز على مخاطبة المثقفين والأكاديميين والأساتذة وطلاب الجامعات». وأوضح أن جامعة قطر ستشهد بعض البرامج وبينها محاضرة عن فن العمارة في السعودية. وأشار الى فعاليات شعرية وأدبية وإقامة «معرض الحرمين الشريفين» ومعرض للكتاب والفنون التشكيلية وعروض للأزياء. وقال إن سعوديات سيشاركن للمرة الأولى بعرض أعمالهن في مجال النحت، مشيراً الى مشاركة نخبة من المبدعين والمبدعات «لأن الدوحة تهمنا كثيراً». وسئل السفير السعودي عن مشاركة المرأة السعودية، فقال: «إن للمرأة السعودية دوراً ومساهمات كبيرة في ميادين التنمية المتعددة سواء كانت ثقافية أم اقتصادية وحتى سياسية، وتتبوأ مراكز متقدمة وحظيت في السعودية كما في قطر ودول مجلس التعاون باهتمام كبير، وان المرأة السعودية تتمتع بإمكانات كبيرة قد تتفوق على الرجال في بعض المجالات وقد أثبتت جدارتها». ولفت الى أن المرأة السعودية تبوأت منصب الأمين العام المساعد في الأممالمتحدة وحصلت على جوائز عالمية عدة، وهي بدرجة وزير ومديرة للجامعة وتلعب دوراً مهماً في المجال الاقتصادي حيث ترأس مجالس إدارات لمؤسات اقتصادية و «نحن نتشرف بدورها وهو يشهد نمواً وتطوراً مستمرين». وعلم أن السعوديين سيستهلون أسبوعهم الثقافي في يومه الأول بمعارض للفنون الجميلة، ثم تأتي معارض العمارة التقليدية وعروض فولكلورية وموسيقية وأخرى للأزياء ولقاءات شعرية ومعرض لثقافة الطفل وندوة عن تاريخ العلاقات القطرية السعودية و «معرض الحرمين والآثار» ومعرض للتصوير الفوتوغرافي وآخر للنحت. ولوحظ أن الفعاليات لن تكون محصورة في مسرح قطر الوطني أو مواقع مغلقة، بل تمتد لتسجل حضوراً في الهواء الطلق في «سوق واقف» التاريخي. وسيحتضن «مركز فنار» الذي يعنى بالمسلمين من غير الناطقين بالعربية، بعض الفعاليات إضافة الى جامعة قطر والصالون الثقافي والقرية التراثية وفندق «ريتز كارلتون».