بدأ فريق مصري أمس نقل حطام الطائرة الروسية التي سقطت بعد انفجار في صحراء شبه جزيرة سيناء في نهاية تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إلى مطار القاهرة بعد انتهاء عمل فريق البحث الميداني في موقع سقوط الطائرة، «لتمكين الخبراء من فحص أدق للحطام، لتحديد أسباب سقوطها». ورغم إعلان تنظيم «داعش» تفجير الطائرة التي قُتل على متنها 224 شخصاً، بقنبلة وضعها على متنها مستغلاً «ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ»، وترجيح روسيا وأجهزة استخبارات غربية ومصادر في لجنة التحقيق هذه الفرضية، إلا أن القاهرة لا تزال ترفض الاعتراف بها، وإن لم تقدم تفسيراً بديلاً. وتقول مصر أن التحقيقات «لم تسفر عن نتائج باتة». وأعلنت لجنة التحقيق رسمياً أن الطائرة انشطرت في الجو، وأن صوتاً غريباً يُرجح أنه صوت انفجار سُمع في آخر ثانية مُسجلة في الصندوق الأسود للطائرة. وأعلن وزير الطيران المدني المصري حسام كمال في بيان أمس «البدء في نقل حطام الطائرة الروسية إلى حظيرة طائرات خاصة في مطار القاهرة لإجراء مزيد من الدراسة والفحص». وأوضح أن «لجنة من وزارات الطيران والدفاع والنقل ستتولى نقل الحطام»، متوقعاً أن تستغرق العملية أسبوعين. وقال أن «فريقاً روسياً سيحضر عمليات النقل للبحث عن أي أشلاء للضحايا خلالها، لكنه لن يشارك في نقل الحطام، إذ سيقتصر الأمر على الفريق المصري فقط». وأضاف: «سيتم بعد استكمال نقل حطام الطائرة فحصه بكل الإمكانات المتاحة، خصوصاً من خبراء علم الفلزات من أجل التوصل إلى أي أدلة تساعد في الوصول إلى أسباب سقوط الطائرة». وشدد على أن لجنة التحقيق التي تضم إلى جانب مصر ممثلين عن روسيا وارلندا وفرنسا وألمانيا «تواصل عملها لاستكمال التحقيق والبدء في فحص الحطام بعد استكمال نقله، إذ ما زالت اللجنة في مرحلة جمع المعلومات وتحليلها ولم تتوصل حتى الآن إلى أسباب الحادث، وبالتالي ستبقى كل الاحتمالات قائمة في ما يخص أسباب السقوط، سواء كان عطلاً فنياً أو عملاً تخريبياً أو وجود شيء داخل أمتعة الركاب تم وضعه بحسن نية مثل أسطوانات الأوكسجين الخاصة بالغطس أو بطاريات السيارات أو وجود أي أشياء مضغوطة يمكن أن تتأثر بفرق الضغط وتحدث انفجاراً كبيراً». وأشار إلى أن ممثلاً للجنة التحقيق سيسافر هذا الشهر إلى إحدى الدول الأوروبية المشاركة في التحقيق لحضور تحليل آخر 7 ثوانٍ من تسجيلات الصندوق الأسود. وأوضح أنه «سيتم إرسال تسجيل للصوت من دون نقل الصندوق الأسود نفسه من أجل التوصل إلى أي أسباب تساعد في كشف لغز سقوط الطائرة، إذ تطلب الأمر إجراء تحليل طيفي لآخر 7 ثوانٍ في مختبرات اختصاصية من أجل تحديد طبيعة الصوت الذي تم سماعه خلال هذه المدة». وأجلت روسيا عشرات الآلاف من مواطنيها من مصر في أعقاب حادث سقوط الطائرة، ومنعت طائرات شركة «مصر للطيران» من الهبوط في المطارات الروسية. وتكبد قطاع السياحة في مصر خسائر فادحة قدرتها الحكومة ب2.2 بليون جنيه شهرياً (الدولار يعادل نحو 8 جنيهات). وقالت وسائل إعلام مصرية رسمية أمس أن السفير المصري في روسيا محمد البدري بحث أمس مع مسؤولين في الوكالة الفيديرالية للسياحة الروسية في «عودة السياح الروس». كما تتفاوض وزارة الصناعة والتجارة الروسية مع شركة «مصر للطيران» على إمدادها ب40 طائرة ركاب مدنية. وسمحت السلطات المصرية لفرق أمنية روسية وغربية بتفقد إجراءات التأمين في مطاراتها، وأعلنت قبول أي إجراءات أمنية إضافية تطلبها تلك الدول لتأمين سياحها، في محاولة لاحتواء خسائر القطاع السياحي.