أعلنت روسيا أمس إعداد جسر جوي يتضمن 93 رحلة خلال يومين، لإجلاء حوالى 80 ألفاً من رعاياها السيّاح في مصر، في وقت أكدت بريطانيا أنها تأمل باستكمال إجلاء 20 ألفاً من رعاياها من منتجع شرم الشيخ خلال 10 أيام، في ضربة شديدة لصناعة السياحة المصرية. وتمسكت القاهرة أمس بأن الأدلة المتوافرة لا ترجّح فرضية على أخرى في أسباب سقوط طائرة «ميتروجيت» الروسية في سيناء الأسبوع الماضي، ما أدى إلى مقتل 224 شخصاً، منتقدة دولاً غربية لأنها «لا تتعاون» معها في التحقيقات لكشف حقيقة ما حصل للطائرة. وهذه إشارة إلى معلومات عن تنصّت الاستخبارات البريطانية والأميركية على اتصالات لمتشددين تكشف ضلوع تنظيم «داعش» في زرع قنبلة في الطائرة الروسية المنكوبة، وتفجيرها بعد قليل من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. ومع تسريع وتيرة نقل حوالى 80 ألف سائح روسي من المدن المصرية إلى روسيا، انتقدت موسكو أمس «تسرّع» أطراف دولية في تأكيد فرضية تعرض الطائرة المنكوبة لاعتداء إرهابي. ونقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن مصدر وصفته بأنه «قريب من جهات التحقيق»، تشكيكاً بالمعطيات التي قدّمتها الأطراف الفرنسية والأميركية حول أسباب تحطم الطائرة، كون هذه المعطيات «مبنية على افتراض أن الصوت الذي برز في نهاية تسجيلات الصندوق الأسود هو صوت انفجار، بينما يحتاج إثبات ذلك إلى مزيد من التحليل لتحديد طبيعته». وأُعلن في موسكو أن الأولوية ستكون لنقل السيّاح الروس وليس المقيمين في شكل دائم في المنتجعات والمدن المصرية الذين يقدر تعدادهم بحوالى 50 ألف روسي. وسيتم نقل السيّاح بطائرات مدنية من دون الأمتعة الشخصية التي ستنقلها طائرات وزارة الطوارئ الروسية في رحلات خاصة، بعد إخضاعها لإجراءات أمنية مشددة. وقال مسؤول بريطاني في شرم الشيخ لوكالة «رويترز» إن بلاده تأمل بإعادة جميع السياح البريطانيين الموجودين في المنتجع المصري خلال عشرة أيام. وأشار إلى أن المسافرين البريطانيين سيسلمون حقائبهم كالمعتاد، لكنها ستنقل على متن طائرة مختلفة. وفي وقت ذكر مسؤولون مصريون أمس أنهم يفحصون لقطات فيديو من كاميرات المراقبة في مطار شرم الشيخ، بحثاً عن أي نشاط مريب له صلة بحادث الطائرة، أكدت القاهرة أنها لا تستبعد أي سيناريو بعدما كانت في السابق تستبعد فرضية «العمل الإرهابي». وجزم رئيس فريق التحقيق المصري أيمن المقدم في مؤتمر صحافي عقده أمس، بأن تناثر حطام الطائرة المنكوبة على مساحة واسعة قطرها نحو 13 كلم «يرجّح حصول تفكك في جسم الطائرة، لكن المعلومات المتوافرة لا تسمح بتحديد أسبابه». ولفت إلى تفريغ الصندوق الأسود المعني بمسجل الصوت وغرفة القيادة بنجاح «إذ سُمِع صوت في الثانية الأخيرة للتسجيل، يستلزم إجراء تحليل في مختبرات متخصصة لمعرفة طبيعة هذا الصوت». وشدد على أن كل سيناريوات الحادث «مطروحة ولا نستبعد أياً منها ولكن لن نرجّح أحدها قبل استكمال جمع المعلومات». وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أبدى في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو استياءه من «عدم موافاة مصر بالمعلومات التي تحدث عنها البعض»، في إشارة إلى «ترجيح» حكومي بريطاني وأميركي لوجود قنبلة تسبّبت في سقوط الطائرة. وكانت شبكة «إن.بي.سي» التلفزيونية الأميركية أفادت بأن اتصالات بين قادة تنظيم «داعش» في سورية وقادة تنظيم «ولاية سيناء» ورد فيها تفاخر بإسقاط الطائرة. وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن الشبكة نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم: «كان واضحاً تماماً أنهم يحتفلون».