هل الرياضة تقود المشهد الثقافي السعودي؟ أم صناع المشهد يتأففون من محورية ميولهم الرياضية؟ تهرباً من واقعهم وخجلاً من حراك يبرهن يوماً بعد يوم أن المعطيات في إطار العمومية هي الأصدق أنباء من الكتب. الرياضة بمشهدها الثقافي والحضاري هي التي تقود مسرح العمليات البنائية، وهي التي تقدم لنا على الساحة قيادات أصبحوا «النموذج» بل يجبر الجميع على التوقف أمام محطاتهم كدرس مفيد للمنزوين خلف ثقافة هشة لم يخرجوا منها عن محيطهم الذي اختطوه ومركازهم الذي فيه ومنه داؤهم ودواؤهم. الذين مروا عبر بوابة الرياضة شقوا طريقهم نحو كراسي القيادة من خلال أصعب وأشق طريق وهو طريق الرياضة التي تحدد قدرات من أراد الانضمام لبلاط صاحبة الجلالة، تركي السديري بدأ مشواره من بوابة الرياضة حتى أصبح الرقم الصعب في الصحافة السعودية، خالد المالك بدأ من البوابة نفسها وشق طريقه بكل اقتدار ليتربع على كرسي واحدة من أهم وأرقى الصحف السعودية، هاشم عبده هاشم بدأ مشواره الصحافي من بوابة الرياضة ووصل لبوابة المجد من أصعب الطرق ومن قبلُ علي الرابغي ومحمد بن شاهين وفوزي خياط وغيرهم. الآن المشهد يتكرر فالزميل خالد دراج يترأس صحيفة «شمس» بعد توليه مناصب عدة في صحف سعودية، ونجح في كل مشواره لمهنيته العالية وشخصيته القيادية التي تتسم بالصدق ونقاء السريرة، والزميل محمد البكر وصل لمنصب قيادي في واحدة من أبرز الصحف السعودية، والزميل محمد العبدي الذي يقف بقامته الشامخة وقدراته المهنية العالية سيكون ضمن كوكبة القياديين في منصب أكبر وأشمل، لأن كل المواصفات المهنية والقيادية متوافرة فيه، وسيكون في منصب يستحقه كما أتوقع في «الجزيرة» أو المطبوعات القادمة للساحة. والزميل صالح العمودي أول مدير تحرير للشؤون الرياضية في صحيفة «المدينةالمنورة» أصبح رئيس تحرير لصحيفة ستكون مفاجأة سارة للوسط الثقافي السعودي والزميل خلف ملفي قفز بقدراته الشخصية من مدرجات القراء ليصبح مدير تحرير أهم وأبرز صحيفة في الساحة العربية «صحيفة الشرق الأوسط» والآن يترأس تحرير أول صحيفة الكترونية رياضية (صحيفة قول أون لاين) وسيكون في منصب يستحقه قريباً. هذه النماذج تحولت لقيادة المصنع الصحافي السعودي فقدمت وأنتجت لنا أبرز الكوادر الصحافية السعودية وقدمت لنا فن التعامل والقيادة وفن الكتابة المؤثرة، هذه شواهد عبر التاريخ تلجم المتفيهقون وتسكت المحنطون وتقود الخارجين عن السرب إلى جادة الصواب. لدينا شواهد كثر من رؤساء تحرير ونواب ومديري تحرير لا يمكن سرد كل الأسماء فهناك سعد المهدي وعبدالعزيز الشرقي وصالح الحمادي وبتال القوس وعادل عصام الدين ومحمد البكيري ورموز ثقافية أخرى شقت طريقها بكل اقتدار، والساحة لا تزال تفرز لنا نماذج قيادية أتت من بوابة الرياضة بينما متشدقو الثقافة الوهمية يقفون على قارعة الطريق يبحثون عن سكة التائهين. [email protected]