تتجه قوات الأمن العراقية الى تنفيذ خطة طويلة الأمد لتحرير الفلوجة من «داعش»، تتضمن فرض حصار خانق على المدينة مع قصف مدفعي وجوي، فيما تتزايد معاناة آلاف السكان المحاصرين الذين يستخدمهم التظيم دروعاً بشرية. وعلمت «الحياة» من مصادر داخل الفلوجة ان «داعش» يواجه ضغوطات من السكان بسبب المجاعة التي تفشت في المدينة، بعد اطباق القوات الأمنية الحصار. وقال محمد الجميلي، وهو أحد شيوخ المدينة وموجود حالياً في ناحية «عامرية الفلوجة» ل «الحياة» ان «الحكومة لن تغامر بشن عملية سريعة، وقررت تحريرها على مراحل». وأضاف ان «قوات الأمن بدأت بإطباق الحصار على «داعش» بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف وغارات جوية تستهدف معاقل التنظيم. ولكنها في كثير من الاحيان تصيب مدنيين وتؤدي الى تدمير مبان خدمية اساسية». وأضاف ان «عدداً من ابناء العشائر هاجموا قبل يومين مخازن للمواد الغذائية تابعة ل «داعش» وقتلوا عدداً من عناصر التنظيم، ما دفعه الى شن حملة اعتقالات». وتتقاسم قوات من الفرقة العاشرة والأولى، وفصائل من «الحشد الشعبي» محاصرة منافذ المدينة الاربعة، حيث ينتشر الجيش في المناطق الجنوبية والشرقية، بينما تتركز فصائل الحشد شمال وشمال شرقي المدينة. وقالت مصادر امنية ل «الحياة» ان «داعش» شن امس «هجوماً واسعاً على قرى الزيادان في منطقة زوبع في محاولة لفك الحصار الخانق المفروض عليه». وأضافت ان «عدداً من عناصر قوات الامن سقطوا بين قتيل وجريح، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات العسكرية، ولكن القوات تمكنت من صد الهجوم ومنع التنظيم من السيطرة على هذه المناطق الاستراتيجية المرتبطة ببغداد». وأكد قادة عسكريون «فتح منافذ آمنة للسكان لدخول المواد الغذائية وخروج المدنيين»، ولكن مسؤولين محليين نفوا وجود مثل هذه المنافذ، وحذروا من ازمة انسانية في المدينة. وأكدت النائب عن الأنبار لقاء وردي في بيان امس ان «الوضع الإنساني في الفلوجة وضواحيها والصقلاوية والسجر والكرمة ومناطق اخرى تابعة لها ينذر بكارثة حقيقية شبيهة بمدينة مضايا السورية». وأضافت ان «سكان تلك المناطق محاصرون منذ اكثر من ثلاثة اشهر وبدأوا أكل الحشائش، فيما توفي الكثير منهم لانعدام الدواء». وأشارت الى ان «داعش يستخدم السكان دروعاً بشرية»، معربة عن استغرابها «بيان قيادة العمليات المشتركة الذي صدر قبل ايام وأكد وجود ممرات آمنه وعدم وجود مجاعة هناك وأن المواد الغذائية والدواء يسمح بوصولها للسكان المدنيين في تلك المناطق».