ماذا لو وُضِعَت «صحافة المواطن» المستندة إلى شبكات التواصل الاجتماعي، ضمن سياق ظاهرة يشار إليها بمصطلح «الصحافة الإلكترونيّة» e- Journalism «إي جورنالزم»؟ ويتألف المصطلح من كلمتين متنافرتين. إذ تصف الأولى وسيلة إعلاميّة رافقت الطباعة ورقيّاً، فيما تتحدث الثانية عن وسيط «ميديا» بات مهماً بعد انتشار الكومبيوتر. ما هي العلاقة بين الكلمتين؟ الأرجح أنها تتكوّن من الإنترنت والشبكات الرقميّة العالمية، فلولاهما لما وجدت تلك الصحافة. لنتأمل ثانية. هناك حديث عن صحافة تلفزيونيّة. مرة أخرى، تأتي الصفة من وسيط إعلامي هو التلفزيون. ثمة انطباع أولي أن صحافة التلفزيون تسير على خطى صحافة الورق وتشبهها كثيراً، ولا فارق بينهما سوى في الوسيط الإعلامي. وكذلك، يلفت أن كلا النوعين يحتاج إلى مؤسسات تتولّى صنعه. ولا بد من القول إنّ الوسيط المرئي - المسموع يتّجه الى أن يكون رقمياً من الناحية التقنية، ما يعني أن الفارق بين صحافتي التلفزة والورق يكمن في التقنية، أقلّه الى حد الآن. إذاً، نعود إلى الوسيط الإلكتروني، خصوصاً صحافة المواطن المستندة إلى شبكات ال «سوشال ميديا». إذ تكتظ تلك الشبكات بالمواد التي تؤدي وظائف إعلاميّة شتى، ما يولّد نقاشات حارة عن الصحافة المتّصلة بشبكات التواصل الاجتماعي. وفي أوقات سابقة، ظهر رأي يقول أنه يكفي تعليم الناس كيف يستعملون الكومبيوتر، ويدخلون إلى الإنترنت، ويصنعون لأنفسهم صفحة أو صفحات على الشبكات الاجتماعيّة، ويزينونها بالرسوم والصور وأشرطة الفيديو، فنعطي لكل شخص صحافة. هل ذلك صحيح؟ تصل الصحف إلى الجمهور توزيعاً، بل تسعى إليه. ولا تفعل ال «بلوغز» ذلك. عندما تقرأ صفحة على شبكة اجتماعيّة، يصنع الموقع نسخة عنها ويرسلها إليك. أنت تصل أولاً، ثم تأتي النسخة، على عكس حال صحف الورق. هناك فارق آخر يتعلق بالبرمجة أيضاً. إذ تصدر الصحف يومياً، محكومة بدوران الشمس وعقارب الساعة. ولا ينطبق وصف مماثل على ال «بلوغز» وال «سوشال ميديا». هناك حدود متلاعبة في رسم الفوارق بين صحافة الورق وصحافة المواطن التي تساندها شبكات ال «سوشال ميديا».