قررت شركة "ماتل" الفرنسية، والتي تقوم بصناعة دمية "باربي" الشهيرة، أن تتخلى عن هوية اللعبة التي أصبحت على مرور السنين والأجيال مثالاً للجسد النحيف المتناسق والشعر الأشقر اللامع، لتنتج 3 نماذج أخرى هي، صاحبة الجسم الممتلئ، وصاحبة الجسم الصغير نسبياً، والطويلة. وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية"، أن عملية التغيير شملت اختلاف ألوان البشرة وأنواع الشعر، ومنها المجعد، لتواكب الاعراق المختلفة لمقتني اللعبة، وتعكس مواصفات الفتاة الحقيقة في القرن ال 21. ولم يتغير في السابق شكل جسم "باربي" منذ إطلاقها في آذار (مارس) 1959 والتي لطالما تمتعت بمواصفات مثالية بعيدة كل البعد عن الواقع. وتصدرت دمية "باربي" غلاف مجلة "تايم" الأميركية، وقالت المجلة في صفحاتها، أن النماذج الجديدة ستباع إلى جانب "باربي" الأصلية بمواصفاتها المعروفة، وذلك لمجاراة التطورات والتغيرات التي طرأت على مقاييس الجمال المثالية، إذ تعرضت اللعبة للانتقاد على مدى 57 عاماً من تاريخ إصدارها، بسبب استحالة أن تحمل إناث العالم صفات اللعبة المثالية التي تصل إلى حد الكمال الذي لا يمكن مجاراته أو العمل به. وجاءت عملية التغيير هذه بسرية تامة، إذ مُنع العاملون في الشركة من إخبار أفراد عائلاتهم أو معارفهم عن المشروع، وأُطلق عليه اسم مشابه لما يطلق في المعارك، وهو اسم "مشروع الفجر" كنايةً عن بداية جديدة في عهد اللعبة. وصرح المدير التنفيذي لشركة "ماتل" المصنعة للدمية ريتشارد ديكسون، في بيان أن "باربي تعكس العالم المحيط بالفتيات"، مضيفاً أن "قدرتها على التكيف مع متطلبات عصرها والحفاظ على جوهرها ساهمت كثيرا في جعلها الدمية الأولى عالميا". ويأتي هذا التغيير الجديد في محاولة للحد من تراجع مبيعات شركة "ماتل" والتي انخفضت انخفاضا شديدا بين العامين 2012 و2014، وتدنت بنسبة 15 في المئة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2015. وقامت "ماتل" سابقاً بمحاولات عدة لزيادة التنوع في ألعاب "باربي" مع إصدار نسخة تمثل البشرة السوداء منها في العام 1980 تحمل إسم "بلاك باربي". وقُدمت النماذج الجديدة من الدمية بسبعة ألوان بشرة مختلفة. وأطلقت في آذار(مارس) العام الماضي، نسخة من الدمية تحت اسم "هالو باربي" قادرة على التحدث مع الفتاة التي تقتنيها. يذكر أن "باربي" تأثرت بظهور الوسائط الذكية مثل الهواتف والحواسيب اللوحية ومنصات الألعاب، ونظارات الواقع الإفتراضي. ورجحت الشركة انخفاض المبيعات إلى ان الأطفال يمضون فترات أطول في التقنية الحديثة، مما جعلها تأخذ مساراً تقنياً ايضاً لمواكبة التطور، عبر إصدار تطبيقات وألعاب للكمبيوتر والهواتف الذكية وإنتاج بعض الأفلام.