وضعت دمية «باربي» معايير قاسية للجمال، جعلتها في مرمى نقاشات النساء. وأثارت الدمية منذ ظهروها جدلاً كبيراً، نظراً لاعتمادها مقاييس جسم يبدو الحصول عليها في نظر البعض مستحيلاً، من حيث الوزن والطول ومحيط الخصر. واعتقد كثير من الآباء أن الدمية تزرع لدى بناتهم الصغار هوس الحصول على الشكل المثالي، إضافة إلى امتلاك خزانة الملابس المثالية. وتخوّف بعض الآباء من أنه يمكن للصغيرات تطوير أفكار النقص وتدني احترام الذات جراء اللعب مع دمية بهذه المواصفات. وأشارت دراسات أجراها ثلاثة علماء من جامعتي «غرب إنكلترا» و«ساكس» إلى أن المثالية التي تبدو عليها «باربي» لا تثير قضايا الثقة بالنفس لدى الأطفال، وإنما دفعت الفتيات إلى الاهتمام بأوزانهن ومقارنة أنفسهن بصور الدمية. ودفع هذا الجدل حول «باربي» التي يعود تاريخ إنتاجها إلى العام 1959، إلى إطلاق دمى منافسة تتلافى المعايير القاسية. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أطلقت دمية جديدة في الأسواق الأميركية تتميز خصوصاً بشكلها الأقرب إلى عامة الناس ومقاساتها التي تشبه تلك الموجودة عند أي امرأة «عادية». وابتكر مصمم الغرافيك الشاب نيكولاي لام (26 سنة) هذه الدمية المسماة «لاميلي» للتأكيد أن «كون المرأة عادية أمر جميل»، واختار هذه الجملة شعاراً للدمية. وقال لام: «أذكر أنني كنت أريد شراء دمية لتقديمها هدية، لكنها كانت كلها أشبه بعارضات الأزياء». وأضاف: «ليس لدي أي مشكلة مع عارضات الأزياء، لكن الأمر يعطي انطباعاً أن ثمة خطباً ما لديكم. أردت إظهار أن التشبه بشخص عادي أمر جيد». وأقدم مصمم الغرافيك، بدايةً، على محاكاة إلكترونية لشكل دمية بمقاسات وسطية لشابة في سن التاسعة عشرة، أي بطول 163.3 سنتيمتر ووزن 68 كيلوغراماً وقياس خصر 85 سنتًيمترا، وفق إحصاءات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وعندها، قارن تصميمه بدمية «باربي» التي تعكس عادة جسماً أنحف وأطول. وتشهد مبيعات دمى «باربي» انخفاضاً متواصلاً منذ ثلاث سنوات، وتراجعت بنسبة 16 في المئة في الربع الأول من العام 2015. ويتوقع تراجع إيراداتها إلى دون بليون دولار هذا العام، للمرة الأولى منذ فترة طويلة. لكن مجموعة «ماتيل» أعلنت عن نسخة جديدة من دميتها الشهيرة تحمل اسم «هيلو باربي» في تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، في محاولة لدعم مبيعاتها المتراجعة استعداداً لموسم أعياد نهاية السنة. وطورت «ماتيل» نسخة من الدمية توصل بالإنترنت عبر الشبكة اللاسلكية أو البلوتوث للتواصل مع الطفل بفضل تقنية وضعتها مجموعة «توي توك» الناشئة في كاليفورنيا. ودمية «هيلو باربي» مجهزة بمايكروفون ومكبر صوت ويمكنها النطق ب8 آلاف جملة مبرمجة، كما قالت ناطقة باسم الشركة. ويقضي الهدف بتوسيع قاعدة الزبائن وفئتهم العمرية 3-6 سنوات إلى 3-9 سنوات. وأُنجزت «هيلو باربي» في آذار (مارس) الماضي وهي تستخدم نظام تعرف صوتي مشابهاً لذاك المعتمد في خدمة «سيري»، طورته «توي توك» للإستماع إلى الطفل والإجابة بطريقة مناسبة. وتسمع الدمية أيضاً كل المحادثات في المنزل وترد بفضل جمل مسجلة مسبقاً أو محمّلة. ويمكنها كذلك المشاركة في نحو 20 لعبة تفاعلية وسرد القصص والنكات. ويمكنها أن تحفظ في ذاكرتها معلومات قد يقولها الطفل مثل إعرابه عن حبه للرقص.