الصورة الفريدة التي التقطها المصوّر الفرنسي الشهير نادار، للشاعر الكبير شارل بودلير(1821 - 1867)، وفيها تبرز ملامح سأمه الباريسي الذي كتب فيه أجمل القصائد، استعادها الرسام اللبناني أسامة البعلبكي في معرض جديد له (غاليري أيام - الحمراء) ليضفي عليها برهافة عالية، شآبيب أخرى بودليرية جداً. وهذه الصورة التي بالأبيض والأسود هي واحدة من صور كثيرة دأب المصور الفنان على التقاطها لشاعر «أزهار الشر» في جلسات وأبعاد عدة. ولم يكن اختيار أسامة لها إلا إدراكاً منه أنها الصورة التي لا يمكن أن تتكرر من شدة ما يحضر فيها بودلير، بمزاجه المضطرب وكآبته، والحيرة التي تسكن عينيه وهما تحدقان الى البعيد الذي ليس ببعيد جداً. عاود أسامة خلق الصورة بروح فنية تتماهى مع لعبة المصور نادار وأيقونية وجه بودلير، مضيفاً الى «تراجيدية» هذا البورتريه رمزية الشر الذي لا يقوم شعر من دونه. زرع أسامة زهرة صفراء وراء رأس الشاعر في الصورة، هي زهرة الشر الجميلة التي كان عطرها حافز بودلير على الكتابة. ولم ينسَ أسامة أن يعصرن هذا البورتريه رابطاً إياه بثقافة الإنترنت، واضعاً على الوجه سهم الكومبيوتر وكأنه يوحي للمشاهد بأن السهم أنى اتجه يدل على بودلير.