لا تقتصر الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على عمليات القصف والقنص والاستيطان فوق الأراضي المحتلة والمحاصرة، بل امتدت لتصل إلى ما تحت سطح الأرض. ففي وقت ما زال قطاع غزة يعاني فيه من مخلفات متفجرات تركها الجيش الإسرائيلي عقب حرب العام 2014، بعضها مدفون في أماكن يصعب الوصول إليها، تخطط السلطات الإسرائيلية إلى إنشاء مكب للنفايات النووية بالقرب من أماكن تجمعات البدو الفلسطينيين شمال شرقي النقب. وذكر موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، الأسبوع الماضي، أن "الحكومة الإسرئيلية تبحث عن أماكن جديدة قريبة من السكان العرب لدفن النفايات النووية الناتجة من مفاعل ديمونا". وبحسب الموقع، فإن المفاعل ينتج نفايات عدة بعضها ناجم عن عملية الانشطار الذري، مثل المياه المستخدمة في عملية الشطر، بالإضافة إلى مادة البلوتونيوم الخطرة، وملابس العاملين في المفاعل، والأدوات المستخدمة في حقن مواد إشعاعية. وفي السابق، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل باستخدام أراضٍ في الضفة الغربية وقطاع غزة لدفن نفايات ذرية وصناعية خطرة. وقبل سنوات، قال رئيس "سلطة البيئة الفلسطينية" السابق يوسف أبو صفية، خلال مقابلة صحافية، إن السلطة الفلسطينية كشفت وجود مئات البراميل المحتوية على نفايات مسرطنة مصدرها إسرائيل، مدفونة في بعض مناطق الضفة الغربية، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال ترفض إزالتها بسبب قانون يمنع إدخال أي نفايات خطرة من الخارج إلى إسرائيل. وفي غزة، كشفت "هيئة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (اونروا)، أخيراً، أن 70 في المئة من مخلفات الحرب الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال على القطاع في العام 2014، ما زالت موجودة. وذكرت "اونروا" في تقريرها الدوري لمتابعة الوضع الطارئ في غزة إنه "بعد عام على الأعمال العدائية التي وقعت صيف 2014، تم تقدير وجود أكثر من سبعة آلاف قطعة متفجرة تركها الجيش الإسرائيلي، وتم إزالة 30 في المئة منها، فيما ما زال الجزء الأكبر موجوداً يهدد حياة المدنيين". وأوضح التقرير أن هذه المخلفات أسفرت عن استشهاد 16 شخصاً وجرح 90 آخرين، بينهم 38 طفلاً. وتعاني الطواقم الفلسطينية من نقص الموارد والخبرة لتفكيك مثل هذه المخلفات، خصوصاً تلك الموجودة تحت سطح الأرض، إذ يصعب تحديد أماكن وجودها بدقة، بالإضافة إلى أن تدمير الطائرات الحربية الإسرائيلية مقار ومعدات الشرطة الفلسطينية أثناء الحرب، حد من كفاءة عمل أجهزتها الهندسية. وكان الرئيس السابق ل"قسم طاقم نزع الألغام" التابع للأمم المتحدة في غزة كيري رورو، ذكر عقب حرب العام 2008، أن عملية نقل وتفكيك مخلفات الحرب من الذخائر وأجزاء القنابل إلى مكان آمن في القطاع ليست معقدة، لكن الجيش الإسرائيلي هو من يعرقلها عبر منعه دخول المعدات اللازمة لذلك.