666% نموا بدعم مربي النحل وإنتاج العسل    السعودية تقود المسار.. وسوريا تبدأ صفحة جديدة    قانون أمريكي يسجن مستخدمي DeepSeek    الصين تخطط لإرسال مسبار في 2026    الكويت: مرسوم أميري بتعديل وزاري يشمل «الداخلية» و«الدفاع»    رؤساء أمريكا وأزمات المراقبة الجوّية    الوعي السياسي.. و«الشرق الأوسط الجديد»!    الزعيم يعزف أعذب الألحان    80 يوما على سقوط المطالبات التجارية    بئر بروطة    تطبيع البشر    الهلال يستعيد الصدارة برباعية في شباك برسبوليس    جدة: القبض على وافد روّج «الشبو»    مبعوث ترامب: «من السخيف» القول إنّ غزة يمكن أن تعود صالحة للسكن خلال خمس سنوات    4,546 كم رحلة جائزة «سيف السعودية 2025»    انطلاق أعمال القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025    أردوغان: سوريا على موعد مع النهضة وسنؤسس مع الشرع لمنطقة خالية من الإرهاب    الزي السعودي يكسو مدرجات «فارس العرب»    تأهب عالمي ضد "رسوم ترمب".. عواصم تدعو للرد بحزم    الانضباط تغرم النصر    حرس الحدود في مكة ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية    السماح للشركات الأجنبية المشغلة للطائرات الخاصة (بالطلب) بنقل الركاب داخليًا في المملكة    ولي العهد ورئيس الإمارات يبحثان مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية    جارديم يتولى تدريب كروزيرو البرازيلي بعد ساعات من رحيله عن العين    مجلس تعليم جازان يعقد اجتماعه الأول للعام الدراسي 1446ه    وزير الصناعة والثروة المعدنية: نسعى إلى تطوير الشراكة مع الهند في الصناعات الإستراتيجية الواعدة    كرسي أرامكو للسلامة المرورية بجامعة الإمام عبد الرحمن يطلق دورة تدقيق سلامة الطرق    ضم هيئة التأمين إلى عضوية اللجنة الدائمة لمكافحة غسل الأموال    محافظ الأحساء يكرّم مدير شرطة المحافظة السابق    بقعة زيت قلبت سيارتها 4 مرات.. نجاة ابنة المنتصر بالله من الموت    مدينة الملك سعود الطبية تستقبل يوم التأسيس بإنجاز عالمي    أمير منطقة القصيم يتسلم شهادة تسجيل واحه بريدة بموسوعة غينيس    أمير جازان يرأس اجتماع اللجنة العليا للسلامة المرورية بالمنطقة    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سريلانكا بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده    أمير الشرقية يكرم الجهات الراعية للمؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم 2024    «الشؤون الاقتصادية» يوافق على إنهاء «الاستدامة المالية»    "الجوازات"تصدر 18,838 قرارًا إداريًا بحق مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    وزارة التعليم ومجمع الملك سلمان يكرمان 60 فائزًا وفائزة في "تحدي الإلقاء للأطفال 4"    نائب أمير تبوك يتسلم تقرير أعمال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر    مفوض الإفتاء في جازان: دور المرأة مهم في تقوية النسيج الوطني    فيصل بن مشعل يدشّن هدية أهالي القصيم لأبطال الحد الجنوبي    أمير الشرقية يرعى مؤتمر "السمنة" بمشاركة 100 متحدث عالمي بالخبر    الصحة تُدشن الوصفة الإلكترونية لحوكمة الوصف والصرف للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة    وفاة المهندس أحمد العيسى بعد رحلة عطاء والعناية بمساجد الطرق بالمملكة    الشرع: لقاء ولي العهد يؤسس لبداية علاقة إستراتيجية    تحديث بيانات مقدمي خدمات الإفطار بالمسجد النبوي خلال شهر رمضان المبارك 1446ه    5 علامات للشامات تثير شبهة السرطان    «911» يتلقى (2.606.704) اتصالات خلال يناير    في الشباك    الرئيس السوري أحمد الشرع يغادر جدة    العداوة المُستترة    عدد من معلمي التربية الفنية في بيش يزورون متحف الجندلي التراثي    الأهلي يتصدر.. والنصر «يتمخطر»    موانع الحمل ثنائية الهرمون    القنفذة: «مؤسسة حسن الفقيه» تبدأ مسيرتها لإثراء الساحة الثقافية    رئيس الوزراء الصومالي يصل إلى جدة    عبدالله آل عصمان مُديراً لتعليم سراة عبيدة    العلاقات بين الذل والكرامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشراك الخداعية» تتحدى خبراء المفرقعات
نشر في الحياة يوم 29 - 01 - 2016

مثّل حادث انفجار شقة في حي الهرم أثناء دهمها من قبل قوات الأمن مُخلفاً 8 قتلى في صفوف الشرطة والمدنيين وجرحى وسط قاطني العقار جرس إنذار لخبراء المفرقعات من «الشراك الخداعية» التي تنصبها جماعات العنف لقوات الأمن، خصوصاً في مواقع تخزين المتفجرات أو تصنيعها.
وبحسب مصدر أمني، فإن موقوفين ضمن مجموعة مُسلحة في مدينة البدرشين في الجيزة (جنوب القاهرة) دلت على مخزن المتفجرات في الهرم. وقال المسؤول الأمني ل «الحياة» إن «وكر البدرشين كان مخزناً للمتفجرات تم تأمينه بشراك خداعية نجح خبراء المفرقات في كشفها».
وقُتل ضابطان من سلاح المهندسين العسكريين في آذار (مارس) 2014 نتيجة انفجار «شرك خداعي» أثناء مداهمة مخزن للمتفجرات تابع لتنظيم «أنصار بيت المقدس» في «عرب شركس» في القليوبية. وألقت السلطات القبض على 6 من أعضاء الخلية أُعدموا العام الماضي.
وأوضح المسؤول الأمني أن «خبير المفرقعات يضع في اعتباره أولاً الشراك الخداعية وقت التعامل مع أي موقع يحتوي متفجرات. غالبية مخازن المتفجرات تكون مُفخخة بشراك خداعية ينجح الخبراء في كشفها، لكن في أوقات تكون تلك الشراك مُنفذة بحرفية ومخفية بدقة ولا يتم كشفها، ما يسبب انفجارها». ولفت إلى أن «خبراء المفرقعات يخضعون لدورات تدريبية احترافية حول هذه المسألة. وندرس إيفاد بعثات إلى دول متقدمة في كشف تلك التقنيات للتدريب».
وخضع عشرات من ضباط الجيش لدورات تدريبية في بريطانيا على التعامل مع المتفجرات وكشفها وإبطال مفعولها. ويتم إيفاد بعثات متلاحقة من الجيش المصري إلى بريطانيا لمواصلة التدريب على هذا الأمر، بعد أن بات تفجير العبوات الناسفة تحدياً يؤرق قوات الجيش والشرطة، خصوصاً في سيناء.
وقال ل «الحياة» الوكيل السابق لجهاز الأمن الوطني العميد خالد عكاشة إن «موضوع الشراك الخداعية من تفاصيل الحرب على الإرهاب التي تحتاج قدراً كبيراً من الحرفية أثناء تنفيذها من قبل الإرهابيين، وأثناء كشفها من قبل خبراء الأمن. في كثير من الأحيان يتم التعامل معها ويتم تفكيكها، لكن آثار انفجارها أو عدم كشفها تكون مُدمرة، وفي النهاية معروف أن أي حرب يسقط فيها ضحايا».
وأوضح أن «تنفيذ الشراك الخداعية يحتاج عنصراً مُدرّباً بحرفية قادراً على التعامل مع هذا الأمر... وعلى رغم الخطورة، إلا أن الأمر لا يُمثل ظاهرة في تلك المرحلة. ما بين 100 مأمورية يتم كشف عشرات من الشراك الخداعية ينفجر منها واحد أو اثنان على الأكثر. خطورة الأمر أنه مُميت في الغالب، وقد يُسقط عدد كبير من الضحايا... الخبير الأمني يكون مُكلَّفاً في البداية بالوصول إلى الشرك، ثم التعامل معه، لكن في أوقات يكون هذا الشرك مخفياً أو معداً بدرجة احترافية بحيث ينفجر الموقع بمجرد وصول القوات إليه».
غير أن المسؤول الأمني الذي تحدث إلى «الحياة» عن خلية البدرشين، قال إن «التعامل مع الشراك الخداعية جزء أساسي من عمل خبير المفرقعات، لكن التطور الخطير في ما حدث في الهرم أن مخزن المتفجرات الذي تم تفخيخه يقع في منطقة مكتظة بالسكان». وأوضح أن «الإرهابيين يخزنون المتفجرات عادة في مزارع نائية أو في الصحراء، لكن وجود مخازن متفجرات وسط السكان في منتهى الخطورة».
وقال ل «الحياة» الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ناجح إبراهيم: «بعد الثورة الليبية دخلت أسلحة الجيش الليبي إلى مصر بكثافة، وجماعات تهريب السلاح لم تكن تهتم أصلاً بالمتفجرات لأن سوقها راكد، والرواج يكون للأسلحة الآلية خصوصاً وذخيرتها لأنها تُستخدم في الصعيد بكثافة. أما المتفجرات فالتفتت إليها الجماعات الإرهابية، وكانت تشتري سيارة المتفجرات مقابل سيارة فاكهة أو خضروات. باتت في مصر كميات ضخمة من المتفجرات والألغام والعبوات الناسفة».
وأشار إلى أن منطقة جنوب الجيزة والفيوم وبني سويف «ينتشر فيها الفكر المتطرف، وتضم خلايا مرتبطة أصلاً بتنظيم أجناد مصر الذي قُتل قائده في حي فيصل، في منطقة قريبة من شقة الهرم المُفخخة، وهؤلاء تأثروا أساساً إما بخطاب اعتصام رابعة التكفيري أو فضه العنيف، وفي هذه المنطقة هناك غلبة للإخوان الذين يميلون إلى العنف». وأضاف أن «تلك المناطق المكتظة بالسكان فيها نوعان من المجموعات المتطرفة، أولها مجموعات العنف العشوائي التي تصنع العبوات بنفسها، وغالباً ما يكون تأثير تلك العبوات ضعيفاً حتى في حال انفجارها، والجماعات المُنظمة التي تعتمد دائماً على المتفجرات الأصلية المهربة من ليبيا، ومنها مادة سي فور التي استخدمت في عمليات كثيرة».
وأوضح أن الجماعات المُنظمة «تُفضل هذه المتفجرات لأنها أرخص من السلاح الآلي وأثرها مُدمر، إضافة إلى أنه يُمكن تحويلها إلى شراك خداعية تمنع توقيف أعضاء الخلية من قبل الأمن، على عكس الأسلحة التي مهما بلغت ضخامتها فإنها لن تحول دون توقيف الإرهابيين في حال دهم بؤرتهم من قبل الجيش أو الشرطة». وأضاف أن «الشراك الخداعية فكرة موجودة منذ الأربعينات، وأول من استخدمها (من الجماعات المتطرفة في مصر) كانت جماعة التكفير والهجرة، وهي تتلخص في تحويل الوكر كله إلى قنبلة تنفجر في الإرهابيين والقوات وقت الدهم، وانتشرت تلك الفكرة بعد صدور فتاوى تكفيرية تُبيحها، وتُجيز انتحار المسلح في حال استشعر القبض عليه حتى لا يضر غيره... هناك فتاوى خاطئة تُدرس للتكفيريين تبيح لهم الانتحار خشية التعذيب والاعتراف على زملائهم. كما أن هناك فتاوى للتكفيريين تُبرر سقوط مدنيين قتلى في تلك العمليات... هم لا يفكرون إلا في شيء واحد: النكاية. ما يُسمى بجهاد النكاية بات خطراً داهماً خصوصاً بعد خطاب رابعة وفضها اللذين آراهما من أهم عوامل التطرف في تلك المنطقة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.