«الفضول» و«التجربة» عاملان رئيسان يدفعان صغار السن للدخول في نفق الإدمان المظلم، وقالت مديرة الإشراف النسوي بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات في الرياض منى الشربيني ل«الحياة»: «إن سن بدء تعاطي المخدرات انخفض عالمياً إلى سن ال10 سنوات، ولا سيما أن صغار السن بوجه الخصوص يندفعون نحو المخدرات من باب الفضول والتجربة ظناً منهم أنهم يستطيعون تركها والتوقف عنها متى شاءوا»، وقالت في تصريحات صحافية على هامش افتتاح الملتقى التعريفي الخامس لمشروع «نبراس»، الذي انطلق أمس في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة: «إن بدء تعاطي البعض عند سن صغير جداً يعود إلى افتقادهم للوعي الكافي بمخاطر المخدرات»، لافتة إلى أن «هناك جهوداً كبيرة مبذولة من أجهزة الدولة لمكافحة وصول المخدرات»، وزادت: «إن حجم المخدرات المضبوطة لا تعكس أن هناك طلباً كبيراً على هذه الآفة، أو أن عدد المدمنين كبير في المملكة، وإنما تؤكد أن بلادنا مستهدفة بهذا الداء». وأوضحت الشربيني أن الإحصاءات المنشورة عن عدد المدمنين في المملكة «تعتبر منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية»، مبينة أن المعدلات العالمية في ازدياد سنوي، وهو ما تحاول «المديرية» القيام بمكافحته، عبر نشر ثقافة التدريب ضد المخدرات، واستهداف جميع الفئات العمرية؛ لنشر هذا الوعي. بدورها، أشارت مديرة إدارة البرامج النسائية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هناء الفريح إلى أن «تحصين المجتمع من آفة المخدرات له أهمية كبيرة، لذلك جاءت توجيهات ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأمير محمد بن نايف، بأن تتولى اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التخطيط ورسم السياسات وتنفيذ المشروعات الوقائية، ومنها المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس)، بشراكة الجهات والأفراد والمؤسسات كافة من خلال ثمانية برامج حيوية». وقالت الفريح: «إن برامج مشروع (نبراس) على مدى خمسة أعوام استهدف الشباب وصولاً للآباء والأمهات، مستخدمين الوسائل والبرامج والرسائل الإعلامية والعلمية المباشرة كافة، ليتحقق الهدف المنشود المتمثل ليس فقط في الحد من حجم المخدرات وخفض انتشارها، بل أيضاً خفض نسبة الجريمة المتعلقة بالمخدرات التي تشكلها هذه الآفة الخطرة». من جانبها، استعرضت مساعدة مديرة البرامج النسائية في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عواطف الدريبي مشروع «نبراس»، وقالت: «إن المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) يهدف إلى نشر الوعي الثقافي بأضرار المخدرات في بيئات التعلم في المراحل التعليمية كافة، لمنع تعاطي المخدرات، إضافة إلى تكوين خبرة يستفاد منه على المستوى العالمي ليكون برنامجاً مستداماً سيتم تنفيذه مدة خمس سنوات، اعتباراً من 2015، ويشتمل على ثمانية برامج». وتطرقت الدريبي إلى رسالة المشروع ورؤيته وقصة شعاره قائلة: «إن الدرع في الشعار يرمز إلى القوة والحماية والعناية، التي تعكس بدورها دور المملكة في التصدي للمخدرات غير المشروعة داخل المملكة، الحرف (iii) يرمز إلى ثلاثة أشخاص، لتعبر عن عائلة صغيرة مكونة من الأب والأم والطفل، وتأكيداً على أن الأب هو مركز الأسرة الذي يتولى حمايتها، ورعاية زوجته وأولاده من أي شخص من شأنه أن يهددهم». ونوّهت الفريح إلى أن «الشعار يرمز إلى الشجاعة والقوة والتطلع والتفاؤل للمستقبل»، وزادت: «المشروع الوطني للوقاية من المخدرات (نبراس) يتميز بعدد من السمات التي من شأنها أن تجعل المشروع مختلفاً عن معظم المشاريع الأخرى، وتستند هذه المميزات على تحليل أفضل الممارسات لأجل الحد من تعاطي المخدرات، والاهتمام بالصحة العامة، وتشجيع البرامج الاجتماعية العامة، والممارسات الجيدة في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات، إضافة إلى بناء القدرات الوطنية القادرة على قيادة البرامج الوقائية، وإيجاد فرص لتطوع الشبان والفتيات في مختلف البرامج الإعلامية والتوعوية، وكذلك إعداد برنامجاً للعائلات والمدارس من طريق استخدام نهج فريد ومبتكر، والبحث عن الشراكات الوطنية، والدعم من الجهات الحكومية ووسائل الإعلام». وأضافت الفريح «أن نبراس يهدف إلى الحد من انتشار المخدرات بين أفراد المجتمع، وتفعيل دور أفراد الأسرة في العمل الوقائي، وزيادة الوعي بأخطار المخدرات والمؤثرات العقلية، إضافة إلى تعزيز المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع المدني ومؤسساته في مجال مكافحة المخدرات، وخفض الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات من الشبان».