كثّف طيران التحالف العربي غاراته أمس على مواقع مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح وتجمعاتهم في صنعاء، التي تعرضت لأكثر من 20 غارة، وامتدت الغارات إلى محافظاتالجوف ومأرب وصعدة وحجة، في وقت أكدت مصادر المقاومة والجيش الوطني مقتل وجرح عشرات المتمردين في المعارك المستمرة في مختلف الجبهات وجراء الضربات الجوية. واستهدفت الغارات كلية الهندسة العسكرية ومواقع أخرى في منطقة سعوان شمال شرق العاصمة وفي منطقة ذهبان في شمالها، كما طاولت مواقع المتمردين في نقيل فرضة نهم ومعسكر الخرافي في مديرية بني حشيش عند المدخل الشرقي لصنعاء ومواقع لهم في مناطق الكنب وبوعان ومتنة في مديرية بني مطر في الضواحي الغربية. وطاولت غارات التحالف في صنعاء ومحيطها مقر ألوية الحماية الرئاسية المطلة على القصر الرئاسي ومعسكر القوات الخاصة، كما ضربت مقراً أمنياً في مديرية بلاد الروس وقصرا للواء محمد صالح الأحمر، شقيق الرئيس السابق، في منطقة ضبوة جنوب العاصمة إلى جانب مواقع متفرقة في مديرية سنحان حيث مسقط صالح. في هذا الوقت، تستعد المقاومة والجيش لبدء معركة تحرير الأجزاء المتبقية من محافظة شبوة، التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي وقوات علي عبدالله صالح بوادي بيحان. وصرّح رئيس مجلس المقاومة الشعبية بوادي بيحان الشيخ صالح أحمد الحارثي ل «الحياة»، بأن رجال المقاومة مستعدون للبدء في مساندة الجيش الوطني في تحرير مديريات بيحان. وأكد أن معسكر المقاومة بوادي بيحان استوعب كل أبناء مديريات بيحان الذين يتلقون التدريبات اللازمة بالتعاون مع قيادة الجيش ممثلة في اللواء 19 مشاة، وثمّن الدور الأخوي الكبير الذي تقوم به دول التحالف بقيادة السعودية في مساندة الشعب اليمني في مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وكان الجيش الوطني حرر أجزاء واسعة من محافظة شبوة وعاصمتها عتق قبل أكثر من خمسة أشهر في عملية واسعة على مستوى محافظاتجنوب اليمن أُطلق عليها «السهم الذهبي». في غضون ذلك، حذر الرئيس عبدربه منصور هادي خلال لقائه أمس في عدن وجهاء المدينة، مما وصفه ب «الخلايا والأذرع التخريبية والإرهابية»، داعياً إلى «توحيد الصف والتكامل مع أجهزة الأمن لمواجهة التحديات»، التي قال إنها «تتربص بالجميع»، كما أكد نائبه ورئيس الحكومة خالد بحاح غداة عودته إلى عدن، أن «الأمن يتصدر الأولوية لدى حكومته». وأفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بأن هادي ثمّن خلال اللقاء جهود دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات على ما قدموه من تضحيات ودعم ومساندة لشباب المقاومة. وأكدت مصادر حكومية أن هادي سيغادر عدن في جولة خارجية لدعم موقف الحكومة الشرعية في ما يخص الملف السياسي ومطالبة المجتمع الدولي بإرغام الحوثيين وحلفائهم على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 وإنهاء الانقلاب. إلى ذلك، أفادت مصادر المقاومة في محافظة تعز بأن ثمانية حوثيين قتلوا في المعارك التي دارت أمس إلى جانب ستة من عناصر المقاومة وسقوط عشرات الجرحى من الطرفين، وأضافت أن الحوثيين «قصفوا بالمدفعية الثقيلة مواقع المقاومة في ثعبات ومنزل الرئيس السابق وحي الزهراء»، في حين صدت المقاومة محاولة تقدم للمتمردين في منطقة «المرور». وأكدت المصادر أن القوات المشتركة للمقاومة والجيش أحرزت تقدماً كبيراً في جنوب تعز وسيطرت على مواقع عدة للحوثيين وقوات صالح في مديرية «المسراخ». وفي محافظة إب، أكدت مصادر المقاومة مقتل قائد حوثي وثلاثة من مرافقيه عند محاولة مسلحي الجماعة اقتحام إحدى القرى في مديرية «السبرة»، وأفادت مصادر ميدانية في محافظة الجوف باندلاع معارك ضارية بين الجيش والمقاومة من جهة وقوات صالح والحوثيين في مديرية المتون بالتزامن مع غارات للتحالف على مواقع المتمردين.