من الصعب على الصحافية في "الغارديان" البريطانية ايريكا بويست الشعور بالأسى تجاه أبناء الأثرياء. لكن ماذا عن أولئك الأبناء الذين قرر أباؤهم الأغنياء ألا يتركوا لهم من ثرواتهم شيئا؟ الرئيس التنفيذي لموقع ao.com جون روبرت الذي اشتهر بلقب "ملك المطبخ" أحد أولئك التجار الذين يرفضون ترك ولو بنس واحد من ثرواتهم لأبنائهم، على رغم أنه يملك أكثر من 500 مليون جنيه إسترليني. بدأ روبرت ثروته كما تقول اريكا في تدونيتها في موقع "الغارديان" على الإنترنت، بعد أن تحداه صديق له بأن يبدأ نشاطاً تجارياً، وراهنه على جنيه واحد! قائمة التجار الذين يصفهم الإعلام بالبخلاء، لأنهم قرروا عدم توريث أموالهم لأبنائهم، وصلت إلى 15 شخصاً بحسب تقرير صحافي في موقع "ياهو". تشمل القائمة مقدمة برامج الطهي البريطانية ناجايلا لوينسون التي تقول إنها مصرة على أنه لا ينبغي لأبنائها أن يحظوا بأمان مالي. أما نجم موسيقى الروك جين سيمنونس فقال لأطفاله ذات مرة "لن تكونوا أثرياء من أموالي" أما الممثل الشهير جاكي شان فقال عن ابنه "إن كان قديراً، فإنه يستطيع أن يصنع ثروته. أما إذا كان غير ذلك، فإنه سيضيع أموالي فقط". ويرى المغني المسرحي البريطاني أندرو لويد ويبر أن إنفاق المال في دفع عجلة الفنون أولى من خلق جيل ثري من الأبناء والأحفاد. وترى إيريكا أن من الظلم القول بأن أولئك الأباء لا يتمنون من خالص قلوبهم الأفضل لأبنائهم. فروبرت "ملك المطبخ" يشير إلى أن ابنته التي تطمح لأن تكون معلمة، لن يكون بمقدورها الإبداع في مهنتها التي تريدها إذا علم زملاؤها في العمل لاحقاً أنها تتربع على ثروة من ملايين الجنيهات. وقال في تصريح لصحيفة "صنداي تايمز" إن ابن مؤسس سلسلة متاجر التموينات البريطانية "ايسلند" يعمل في شركة والده، لكنه يعرف في الشركة فقط باسم "ابن مالكوم". تختم إيركيا تدوينتها بالتساؤل عما إذا كان بإمكان روبرت مثلاً أن يصل إلى حل وسط بين أن يترك ثروته جميعها لهم، أو أن يمنعها كلها. فعلى سبيل المثال أن يدفع لهم دفعة من قيمة تملك شقة صغيرة. خصوصاً أن أسعار العقارات تضاعفت أكثر من 20 مرات خلال العشرين سنة الماضية.