نجحت نشرة «واو البلد» في ترك بصمة مختلفة من خلال رصدها الأنشطة الثقافية والفنية في عمان منذ ولادتها العام الماضي. ومن أجل الاستمرار في جذب الجمهور إلى هذه الأنشطة وزيادة إمكان الحصول على «واو البلد» لجميع الأردنيين، يساهم الاتحاد الأوروبي في دعم النشرة لتشجيع المبادرات الثقافية المحلية المستدامة وتعزيز دور وسائل التعبير الفني وترسيخ التنمية الثقافية من خلال الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور. وعلى رغم الحراك الثقافي والفني الذي شهده الأردن أخيراً، يسجّل نقص في نشر المعلومات الصحيحة المتعلقة بالأنشطة الثقافية والفعاليات الفنية التي تقام وإن وجدت المعلومات فهي متوافرة بصورة غير دقيقة أو ناقصة أو تأتي متأخرة بعد انتهاء الحدث. والنتيجة هي نسبة حضور ومشاركة منخفضة في هذه الفعاليات التي يمكن أن تجذب جمهوراً أوسع. من هنا جاءت فكرة «واو البلد» التي تحتفل بعامها الأول في هذا الشهر حيث تعد دليلاً شاملاً لجميع الفعاليات الثقافية والفنية في الأردن يصدر بداية كل شهر عن مسرح البلد (وهو مركز ثقافي متعدد الأغراض غير ربحي يقام فيه العديد من البرامج الثقافية والفنية). مبادرة «واو البلد» لاقت دعماً وتشجيعاً من الاتحاد الأوروبي إيماناً منه بأهمية وضرورة وجود إطار يجمع نشاطات عمان الثقافية والفنية وتقديمها سواء للجمهور المحلي أو من يأتي من الخارج. ويشير مدير «مسرح البلد» رائد عصفور إلى أن النشرة مجلة شهرية متخصصة في رصد الفعاليات الثقافية والأنشطة في العاصمة عمان والمحافظات والهدف منها هو الوصول إلى الناس في عمان وخارجها في محافظات أخرى، وجذب الجمهور للأنشطة الثقافية والفنية التي تحدث ليس فقط في المسرح بل في العديد من المراكز الثقافية. فالأحداث التي تجرى عديدة والفعاليات التي تقام متنوعة وكثيرة لكن لا يوجد جمهور وإن وجد فهو محدود جداً ومقتصر على الفنانين والمثقفين والمعنيين بالأحداث الثقافية والفنية. ويعزو عصفور ذلك إلى أن المؤسسات الثقافية ليست لديها خطة واضحة لتعرف الناس بالعروض والنشاطات التي تقدمها ولا تخطط في وقت مسبق كما أن الفنانين ليس لديهم موازنة للدعاية ليعرف الناس بعروضهم وأعمالهم الفنية. فمن الصعب معرفة ما يجرى من أحداث و «واو البلد» عرفت الناس بالحراك الثقافي الموجود وساهمت في بناء جمهور لهذا الحراك. كما أنها سهلت على الناس معرفة الأنشطة الثقافية والفنية بدلاً من قراءة صحف ومجلات عدة لمتابعة أخبار النشاطات والفعاليات المختلفة. وتقول رئيسة تحرير النشرة سيرين حليلة إن « واو البلد» أتاحت للناس عبر صفحاتها معرفة ما يريدونه عن أي فرقة أو فنان والتفاصيل المتعلقة بأي حدث ومكان حدوثه وزمانه ومعلومات عنه. وتضم «واو البلد» أجندة مصغرة للفعاليات الثقافية والفنية والترفيهية المزمع عقدها في مختلف مناطق عمان مع نبذة عنها، كما تشتمل على مواد تتحدث عن كتاب وفنان الشهر ومواد ثقافية أخرى متنوعة، هذا إضافة إلى قائمة بالمتاحف والمعارض والمراكز الثقافية وعناوينها وخريطة تبين مواقعها وكلها باللغتين العربية والإنكليزية. وباللغة العربية لحرف الواو استعمالات وخصائص عديدة أهمها واو العطف، واو القسم، واو المعية، وواو الحال وهذا ما جعل رئيسة التحرير تطلق على هذه النشرة اسم « واو البلد»، وتوضح حليلة بأن واو العطف تتضمن التجميع والتناغم والمحبة، وواو القسم تلزم الإنسان والناس بتعهد يأخذونه على أنفسهم، وواو المعية تتضمن حضوراً للآخر، وواو الحال تصف حال الشخص. وتشير الى أن هناك ما يسمى بواو الثمانية التي تأتي دائماً قبل الرقم ثمانية من دون الأرقام الأخرى وتقول « لربما هذا السبب استغرق العدد الأول 8 سنوات من التفكير والجهد والتعاون بين عدد كبير من الأشخاص حتى تصبح واو البلد حقيقة». حقيقة «واو البلد» التي تحمل اسماً ومضموناً هو الأول من نوعه في الأردن بدأت بقوة، ففي البدايات كان يتم طباعة 15 ألف نسخة لمدة أربعة أشهر وتوزّع آلالاف النسخ مجاناً إلا أنه بعد فترة قُلّص هذا الكم من النسخ لعدم وجود موازنة وتبين حليلة بأنه «لم يعد هناك موازنة لدينا فقررنا تقليص عدد النسخ المطبوعة وبيع هذه النشرة بدينار أردني وعمل اشتراكات شهرية» لافتة إلى أن المغزى من ذلك ليس الربح ولكن من أجل الاستمرار وتغطية تكاليف الطباعة «فنحن لسنا مؤسسة ربحية وجميع العاملين في واو البلد متطوعين». من هنا تأتي أهمية دعم الاتحاد الأوروبي للنشرة لمدة ستة أشهر من بداية العام الحالي حيث تؤكد حليلة أن هذا الدعم «سيساعد النشرة على الاستمرار وتوزيعها في كل مكان في الأردن والوصول إلى المناطق المهمشة والمحرومة ولا سيما أولئك الذين يعملون في المجتمعات الأكثر حرماناً». وبدعم الاتحاد الأوروبي سيتم طباعة ثلاثة آلاف نسخة بحسب حليلة وسيتم توزيع ألف نسخة مجانية منها في المناطق المحرومة من عمان منها 500 نسخة لعمان الشرقية ولا سيما الجمعيات الخيرية والمكتبات والمراكز الثقافية ونوادي الشباب وتشمل هذه المؤسسات مركز الرواد في جبل النظيف ونادي الوحدات للشباب ومراكز أخرى للمرأة مثل مركز المرأة في الزرقاء. الوصول إلى المناطق المهمشة وتوزيع «واو البلد» مجاناً في مناطق مختلفة من عمان الشرقية هو الهدف من مساهمة الاتحاد الأوروبي في دعم «واو البلد» فبدلاً من أن يكون جمهور الأنشطة الثقافية متمركزاً في عمان الغربية ومقتصراً عليها تسعى «واو البلد» إلى بناء جمهور أوسع يمتد إلى مناطق عمان الشرقية عبر توزيعها مجاناً. وتؤكد حليلة أن العائق الذي يمنع قاطني عمان الشرقية من حضور مثل هذه الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقام ليس عائقاً مادياً فكثير من هذه الأنشطة مجاني ولكن الناس التي تنظم مثل هذه الأنشطة لا تصل إلى هذه المناطق والهدف من «واو البلد» أن تصل إلى هذه المناطق والى المجموعات المهمشة في العمل الثقافي وخصوصاً فئة الشباب. طموح حليلة بسيط وهو أن يصبح هناك جمهور دائم ومتنوع للعمل الثقافي ولا يقتصر على فئة معينة من الناس وأن ينمو الحراك الثقافي ويصير جزءاً من حياة الناس وليس غريباً أو عبئاً عليهم. تقول حليلة: نريد أن تكون «واو البلد» مثل حرف الواو تحث القراء على التجمع والتناغم والالتزام والخروج معاً للاستمتاع بما تقدمه لنا عمّان من فعاليات ثقافية وفنية تغني الروح وتبعث الأمل في الحياة. * أوروبا جارتنا مشروع إعلامي مشترك متعدد الوسائط بين «الحياة» وتلفزيون «ال بي سي» وصحيفة «لوريان لوجور» الناطقة بالفرنسية، يموله الاتحاد الاوروبي ويهدف إلى تسليط الضوء على مشاريع الاتحاد وبرامجه في منطقة حوض المتوسط عبر تقارير تلفزيونية ومقالات صحافية تنشرها «الحياة» اسبوعياً وتحمل علامة المشروع. المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد الاوروبي. للاطلاع زوروا موقع: www.eurojar.org