وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى لاوس التي يهيمن عليها الشيوعيون في وقت متأخر اليوم (الاحد)، في زيارة نادرة يقوم بها ديبلوماسي اميركي بارز لهذا البلد الذي كان عدوا للولايات المتحدة. وتأتي الزيارة قبل قمة مهمة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما وقادة دول اسيان تعقد في الولاياتالمتحدة الشهر المقبل، وقبل زيارة تاريخية سيقوم بها الرئيس الاميركي باراك اوباما لهذا البلد الصغير في جنوب شرق اسيا في وقت لاحق هذا العام. ويحكم الحزب الشيوعي هذا البلد الفقير منذ نهاية حرب فيتنام في العام 1975 والتي ادت الى انقسام البلاد وتخللها قصف كثيف لها في حرب سرية قادتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه). الا ان العلاقات بين البلدين تحسنت مع تقرب اوباما من رابطة دول شرق اسيا (اسيان) لمواجهة نفوذ الصين. وترأس لاوس رابطة "اسيان" التي تضم عشرة اعضاء هذا العام، وستشهد سلسلة من الاجتماعات الديبلوماسية. وصرح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين قبل زيارة كيري "بعد عقود من العلاقات الصعبة للغاية بين لاوس والولاياتالمتحدة، فترة من انقطاع العلاقات وفترة من الشكوك المتبادلة، حدث تحول حقيقي متزايد في العلاقات الثنائية". ومدت الولاياتالمتحدة يدها الى عدوها السابق وساعدته في التخلص من الذخائر غير المنفجرة "الناجمة عن اعمالنا في حرب فيتنام"، بحسب المسؤول، اضافة الى المساعدة في مشاريع الصحة والتعليم. واضاف انه في المقابل اظهرت لاوس "اهتماما حقيقيا بتنويع ديبلوماسيتها واقتصادها". وبين 1964 و1973 اسقطت المقاتلات الاميركية اكثر من مليوني طن من الذخيرة على لاوس في حوالى 580 الف غارة استهدفت قطع خطوط امدادات شمال فيتنام عبر الدولة الجارة. ولم ينفجر حوالى 30 في المئة من تلك الذخائر، وقتل 50 الف شخص في انفجاراتها منذ نهاية الحرب. وكيري، المحارب السابق في فيتنام، هو ثاني وزير خارجية اميركي يزور لاوس منذ منتصف الخمسينات بعد هيلاري كلينتون التي زارتها في 2012. ووصل كيري الى لاوس من السعودية وسيغادرها بعد يوم الى كمبوديا المجاورة. ولاوس وكمبوديا خاضعتان بشكل كبير لنفوذ الصين التي تقدم دعما تجاريا وديبلوماسيا لنظامي البلدين. ويرى خبراء ان زيارة كيري للبلدين الصغيرين لها دلالة رمزية.