عاش أسطورة الروك البريطاني ديفيد بووي حياة مثيرة وحافلة بالأحداث، قبل رحيله عن عمر ناهز 69 عاماً في 10 كانون الثاني (يناير) الجاري. ولكن النجم الشهير اختار الابتعاد من الأضواء في أيامه الأخيرة، مفضلاً التمتع بخصوصيته في بلدة أميركية صغيرة تبعد حوالى 160 كيلومتراً شمال مدينة نيويورك الصاخبة. وذكرت صحيفة «ذا سان» البريطانية أن نجم الروك الراحل دفع 1.4 مليون جنيه استرليني في 2011، لشراء منزل مكون من ثلاث غرف نوم في بلدة وودستوك الهادئة، إضافة إلى الأراضي المجاورة له. وأوضحت الصحيفة أنه تم تجديد المنزل ليصبح أكثر راحة، كما زُوّد بما يتناسب مع متطلبات الفنان البريطاني وعائلته من أجهزة المراقبة لضمان الخصوصية والأمان. وذكر جيران الفنان البريطاني أنه كان متواضعاً في أيامه الأخيرة، وانغمس مع زوجته إيمان (60 عاماً) في حياة بسيطة بعيداً من الأضواء. وأضاف أحد أصدقائه أن «بعد عقود من ضجة المدينة، وجد بووي راحته في المنطقة الجبلية، حيث تمكن من التمتع بالخصوصية التي يفضلها». ووقع بووي في حب المنطقة المحاطة بجبال كاتسكيل، قبل 15 عاماً أثناء تسجيل ألبومه «هيذين». وعلى رغم أنه اشترى ممتلكاته السابقة جميعها تحت اسمه الحقيقي، ديفيد روبرت جونز، إلا أنه استخدم شركه ذات مسؤولية محدودة لشراء منزله في وودستوك. وبعد علمه بمرضه في تشرين الثاني (نوفمبر)، وأن السرطان انتشر في جسمه، أعطى بووي تعليمات صريحة بأن يتم حرق جثته ونشر رمادها. وأوصى بعدم تنظيم أي جنازة أو نصب تذكاري له، مكتفياً بإطلاق ألبومه الأخير بمثابة هدية وداع للعالم. وطرح بووي ألبومه الأخير «بلاك ستار» في الأسواق، بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده ال69. وهذا الألبوم الذي يتضمن سبع أغنيات، هو ال25 في مسيرة نجم الروك الغنائية، ولقي استحسان النقاد في بريطانيا. ومن المعروف أن بووي، الذي ولد العام 1947 في أحد أحياء لندن، واسمه الحقيقي ديفيد روبرت جونز، بدأ مسيرته الغنائية في 1967، لكن أبواب الشهرة فتحت أمامه العام 1972 عبر ألبوم «رايز آند فول أوف زيغي ستارداست آند ذا سبايدرز فروم مارس» (The Rise and Fall of Ziggy Stardust and the Spiders from Mars).