قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الجمعة أن تركيا لم ولن تسمح لوحدات حماية الشعب الكردية السورية بالعبور إلى غرب نهر الفرات. وتحارب وحدات حماية الشعب تنظيم «داعش» لكنها ترتبط بصلات بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وفي تصريحات إلى الصحافيين في اسطنبول، رفض اردوغان إشارات إلى أن مقاتلين من الجماعة الكردية المسلحة عبروا النهر بالفعل. وقال: «كل هذا قيل وقال. لم نسمح بهذا حتى الآن. حتى إن كانت هناك بعض التحركات فإننا لن نسمح بهذا الأمر»، في إشارة إلى تمسك الأتراك بموقفهم في خصوص منع المسلحين الأكراد من العبور إلى غرب الفرات. ووحدات حماية الشعب تُشكّل جزءاً من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الأميركيين والتي عبرت بالفعل إلى غرب الفرات خلال سيطرتها على سد تشرين في ريف حلب الشمالي نهاية العام الماضي. إلى ذلك، أعلن مصدر قريب من الحكومة التركية لوكالة فرانس برس أن تركيا «تتابع عن كثب» الأنشطة العسكرية الروسية على حدودها مع سورية، حيث انتشر جنود ومهندسون روس في القامشلي (محافظة الحسكة شمال شرقي سورية)، وفق ما تقول وسائل الإعلام التركية. وأوضح هذا المصدر الذي لم يشأ كشف هويته: «أستطيع أن أقول لكم أن تركيا تتابع عن كثب كل نشاط عسكري على حدودها، ولا سيما الحدود مع سورية». وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «عشرات» من الجنود والمهندسين الروس شوهدوا في الأيام الأخيرة في مطار القامشلي المواجهة لمدينة نصيبين التركية (جنوب شرق). وأضاف المرصد أن هذه الكتيبة من الجنود الروس تفقدت المطار الذي ما زال تحت سيطرة الجيش السوري، وقد تعمد «على الأرجح» إلى توسيعه وتعزيز أمنه لاستقبال طائرات عسكرية روسية. وتتقاسم السلطات الكردية المحلية والنظام السوري السيطرة على مدينة القامشلي التي تقطنها أكثرية كردية في محافظة الحسكة. ورداً على سؤال الخميس عن هذا الانتشار الروسي، قال نائب رئيس الوزراء التركي تورغوت توركيس انه لا يرى فيه «تهديداً» لتركيا. وقال خلال جلسة في البرلمان: «نحن على علم بالتحركات الروسية. ولا تستطيع الوحدات الروسية في القامشلي تشكيل تهديد لتركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي». وتواجه تركيا وروسيا أزمة ديبلوماسية خطرة منذ أسقط الطيران التركي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قاذفة روسية على الحدود السورية.