أكد السفير الفنزويلي لدى الرياض خوسيبا أشوتيغي أن العلاقات السعودية - الفنزويلية شهدت دفعة قوية خلال عام 2015 في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، مبيناً أن البلدين شاركا بقوة في تأسيس مجموعة «أوبك» في الستينات الميلادية. وكشف ل»الحياة» عن أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو زار المملكة ثلاث مرات في 2015، التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحدث تقارب ليس فقط في مجال النفط، وإنما في مجالات عدة» موضحاً أن «تاريخ العلاقات الديبلوماسية بين فنزويلا والسعودية يعود إلى عام 1952، إذ تتميز هذه العلاقة الثنائية النشطة بكونها حميمية وأخوية وتضامنية، فكلا البلدين شاركا بقوة في تأسيس «أوبك» خلال الستينات، وكلاهما أيضاً من المدافعين عن القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية». وأضاف: «تشترك فنزويلا والسعودية الرؤية في عدد من مناحي السياسة الدولية، ويغلب الاحترام والحوار والتفاوض والتفاهم بين أمتينا الشقيقتين في المواضيع غير المتوافق عليها، وحظيت العلاقة مع السعودية والعالم العربي والإسلامي خلال فترة حكم الرئيس هوغو تشافيز فرياس (1999-2013) باهتمامه الشديد، كما اعتبرها من أولوياته الشخصية». وبيّن أن رئيس بلاده لايزال مستمراً في الحفاظ على هذا الإرث، إذ حصل تقارب أكبر وتعاون متنوع أكثر بشكل لا يقتصر حصرياً على مجال النفط، وذلك منذ توليه الرئاسة عام 2014. وتابع: «في هذا السياق، قام الرئيس مادورو بزيارة المملكة ثلاث مرات خلال عام 2015، الأولى زيارة رسمية، والثانية لتقديم واجب العزاء بوفاة الملك عبدالله، رحمه الله، والزيارة الثالثة في إطار مشاركته في مؤتمر القمة الرابعة لدول أميركا الجنوبية والدول العربية، إضافة إلى زيارات عدة قامت بها وزيرة الخارجية ووزير البترول بصفتها جزءاً من التعاون الوثيق والتنسيق السياسي بين البلدين». وأشار إلى أنه في أيلول (سبتمبر) 2015، تم عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة عالية المستوى الفنزويلية - السعودية في كراكاس، وهو الأول من نوعه، وجاء ليعزز ويقوي أواصر التعاون الثنائي، في مجالات تشمل التعليم والثقافة والسياحة والاقتصاد والاستثمار والبتروكيماويات والإعلام وغيرها. ... ويؤكد استمرار التعاون لتقوية نموذج البلدين في التنمية لفت أشوتيغي، إلى أنه خلال تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 تم توقيع اتفاق تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب في مجال الضرائب حول الدخل بين البلدين، ويتم الآن التفاوض في شان اتفاقات أخرى ذات طبيعة اقتصادية، «وبهذا يمكن اعتبار 2015 عام دفع وتطور علاقات التعاون الثنائية بين البلدين». ويرى سفير فنزويلا أن مستقبل العلاقات بين فنزويلا والسعودية يتميز بالتعاون الكبير والإيجابي، أملاً بتقوية نموذج البلدين للتنمية وبالدعم المتبادل لتحقيق التنوع الاقتصادي وتكثيف التواصل لإيجاد حلول تسهم في استقرار أسواق النفط، وأيضاً الحرص على حماية الموارد الطبيعية الاستراتيجية. وعن أبرز المشاريع والإنجازات الرئيسة المنتظرة خلال 2016، قال: «سيستمر التعاون الثنائي خلال 2016، وسيتم عقد الاجتماع الأول لمتابعة نتائج الاجتماع الأول للجنة المشتركة، وتنظيم الاجتماع الثاني للجنة المشتركة في مدينة الرياض، كما ننتظر في حزيران (يونيو) 2016 مشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والوفد الرسمي المرافق له في أعمال القمة ال17 لحركة دول عدم الانحياز في فنزويلا».