نشر رجل أميركي صورة لمنشور وُزع باسم اللاجئين السوريين في ألمانيا، يدين اعتدءات كولونيا التي وقعت ليلة رأس السنة. وعلق الأميركي، ماردخاي مارك الذي كان في زيارة إلى ألمانيا، على الصورة قائلاً إنّ «رجلا ذا ملامح شرق أوسطيّة وزع هذا المنشور على باب كافتيريا في جامعة في كولونيا، وحصلت على هذه النسخة عندما كنت هناك للقاء أصدقائي». وقال مارك في مقابلة مع صحيفة «اندبندنت» البريطانية: «في البداية اعتقدت أنها منشورات ترويجية فلم أطلب واحداً، لكنني بعد ذلك انتبهت إلى السطور الأولى من المنشور وهو في أيدي أشخاص حولي، فشعرت أنه ليس منشوراً ترويجياً، بل هو عبارة عن نشرة، فعدت وأخذت واحداً». ونقل المنشور إدانة اللاجئين السوريين واستياءهم من التحرشات والسرقات التي وقعت ليلة رأس السنة في كولونيا، غرب ألمانيا، وقال كاتبوه: «نحن رجال سورية ندين بشدة الاعتداءات والسرقات التي وقعت في كولونيا ليلة رأس السنة، ومتألمين جدا لأذية النساء نفسياً، ونتمنى أن يستطيعن التغلب على آثار ما تعرضن له بسرعة»، متمنيين أن «يتم القبض على مرتكبي هذه الجرائم ومعاقبتهم». وأوضحوا ان «السوريين لجؤوا إلى ألمانيا بحثاً عن حياة كريمة في مجتمع حر وديموقراطي، وهربوا من الحرب اللا إنسانية من بلادهم، ليحافظوا على إنسانيتهم وقيمهم وثقافتهم التي تتضمن احترام كرامة الرجال والنساء، والحفاظ على الممتلكات»، معربين عن أسفهم لتورط لاجئين في الحادث. وفي ختام المنشور توجهوا إلى الشعب الألماني قائلين: «سنبقى معكم، وقيمكم هي قيمنا، نشكر كل رجل وامرأة قدم لنا العون، ونشكر ألمانيا التي قدمت لنا أكثر من قدمته لنا أي دولة في العالم». وأثار ذلك موجة من التعليقات المؤيدة والرافضة للاجئين، وعلقت مارينا كافغناخ قائلة: «أشعر أن أحد المسؤولين في اليمين دفع أجراً إلى هؤلاء الشباب للاعتداء على النساء، يجب الحد من هؤلاء المجموعات الفاشية في ألمانيا»، في إشارة إلى جماعات اليمين المتطرف التي ترفض قبول لاجئين جدد. وأعتبر آخر يُدعى أوسكار مولتيف أنه «لا يمكن لوم مليون لاجئ سوري على ما ارتكبه 14 مغربياً وجزائرياً بينهم 10 من طالبي اللجوء». وأوضحت الصحيفة أنه تم تحرير أكثر من 500 بلاغ اعتداء خلال ليلة رأس السنة ، 40 في المئة منها بلاغات تحرش. وأعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على 19 شخصاً يُشتبه في أنهم على علاقة بالاعتداءات بينهم 14 جزائرياً ومغربياً. ووقعت مواجهات في كولونيا، أخيراً، بين متظاهرين، من اليمين المتطرف معادين للمهاجرين، والشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وأتت التظاهرات احتجاجاً على اعتدءات ليلة رأس السنة. وقالت الشرطة إن نحو 800 مشاغب كانوا من بين 1700 شخص شاركوا في المسيرة التي نظمتها «حركة الوطنيين الأوروبيين ضد أسلمة الغرب (بيغيدا)».