افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي اختتم زيارته للرياض أمس، مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض، معرباً عن سعادته بتدشين المركز الذي يحمل اسم سلفه. وقال الملك سلمان: «هذا مما خلفه لبلده، ونعتز، ولله الحمد، بما قدمه الملك عبدالله، ونتبع سيرته، رحمه الله، كما اتبع هو سيرة والده وإخوانه من قبل وكان عهده عهداً محموداً مشهوداً له بالعناية بمصلحة وطنه ومواطنيه، ونسأل الله له المغفرة والرحمة». وأدى خادم الحرمين، خلال استقباله الرئيس شي في قصر المربع التاريخي في الرياض، العرضة السعودية، كما أطلعه على محتويات القصر واستراحا في ساحة (الحويّ)، حيث تناولا القهوة العربية وبعض المأكولات الشعبية، كما اطلعا على كتيبين عن مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز ومقتنيات دارته. ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير زيارة الرئيس الصيني ب «التاريخية»، مؤكداً أنها «حققت إنجازات مهمة جداً في تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، إذ جرى التفاهم على مستوى القيادتين على إنشاء شراكة استراتيجية بين البلدين». وأضاف، بعد لقائه وزير خارجية الصين وانغ يي، أنهما بحثا في «أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك». في حين أكد الوزير الصيني أنه تم الاتفاق بين القيادتين على «إنشاء لجنة رفيعة المستوى للتنسيق بين الجانبين في المجالات كافة». وبحث الرئيس الصيني لدى لقائه ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. وقال رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، المهندس خالد الفالح، خلال افتتاح مشروع ينبع للتكرير، إن «المملكة والصين وجدتا في صناعة الطاقة وفي قطاع التكرير فرصاً مميزة لبناء شراكات قوية»، مضيفاً: «بادرت أرامكو بالاستثمار في مشروع مصفاة فوجيان في الصين، وهو مشروع نموذجي بكل المعايير. وأشار إلى أن هناك «فرصاً سانحة لإحداث نقلة نوعية في التعاون بين البلدين في مجال الطاقة عبر ثلاثة محاور استراتيجية، الأولى تتضمن تطوير استثمارات مستدامة ومجدية اقتصادياً في قطاع التكرير والتسويق الصيني، والثاني على بناء الشراكات بين البلدين في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي أطلقها الرئيس شي، والثالث في العلاقات بين البلدين على دعم التعاون بين البلدين في مجالات البحوث والتعليم وتقنية المعرفة والابتكار والأنشطة الثقافية». (تفاصيل أخرى في الصفحة 13).