استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في مطار القاهرة أمس 20 مصرياً احتجزهم مسلحون في ليبيا لنحو ثلاثة أسابيع. وينتمي العائدون العشرون إلى إحدى قرى مركز سمالوط في محافظة المنيا. وأفادت تقارير بأن مسلحين يحرسون منشآت نفطية احتجزوهم لدى محاولتهم الفرار من مدينة أجدابيا التي كانوا يقيمون فيها، إثر اندلاع أعمال عنف هناك. وقالت السلطات المصرية إنها «نجحت في تحريرهم بالتعاون مع السلطات الليبية الشرعية». وهنأ السيسي العائدين من ليبيا وأسرهم وذويهم بعودتهم، مؤكداً أن «الدولة المصرية لا تدخر جهداً لاتخاذ الإجراءات الممكنة كافة لتأمين أبنائها في الداخل والخارج وصون حياتهم وحقوقهم». ووجه الشكر إلى مسؤولي «الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، لما أبدوه من تعاون كامل وما بذلوه من جهود صادقة من أجل إطلاق سراح المحتجزين المصريين وضمان عودتهم إلى أرض الوطن سالمين». كما شكر «المؤسسات المصرية التي ساهمت بفعالية في إعادة المواطنين المصريين إلى أرض الوطن، وفي مقدمها الاستخبارات العامة ووزارة الخارجية». وأكد السيسي في حديثه إلى العائدين «توافر كثير من فرص العمل في مصر، خصوصاً في المشاريع القومية الجاري تنفيذها في المحافظات، والتي يمكن أن تستوعب مزيداً من العمالة المصرية». وأشار إلى أن «هناك الكثير من فرص العمل التي سيتم توفيرها خلال المرحلة المقبلة في الصعيد، لا سيما أن معظم أراضي مشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان تقع في الظهير الصحراوي لمحافظات الصعيد، فضلاً عن مشاريع الشبكة القومية للطرق وغيرها». واعتبر أن «المصريين بلدهم أولى بهم حتى تستقر الأمور في ليبيا... ونقول الآن ومستقبلاً أن المليون ونصف المليون فدان حوالى 80 في المئة منهم لأهل الصعيد، وإلى الآن هناك فرص حقيقة موجودة في مصر». والتقط السيسي صوراً تذكارية مع عدد من العائدين. ورحبت الخارجية المصرية بتشكيل حكومة الوفاق الوطني الليبية. وقال الناطق باسم الوزارة أحمد أبو زيد إن تشكيل الحكومة «خطوة مهمة على مسار تنفيذ اتفاق الصخيرات»، معرباً عن «تطلع مصر إلى اعتماد مجلس النواب الليبي تشكيل الحكومة وفقاً للإجراءات المنصوص عليها في الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية». ودعا «جميع الأطراف الليبية» إلى «الاستمرار في بناء التوافق الوطني، ونبذ الخلافات، والتوحد وراء جهود مكافحة الإرهاب واستعادة الاستقرار والسلام إلى ليبيا». وكان السيسي تلقى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، قالت الرئاسة المصرية إنه شهد «اتفاق الجانبين على ضرورة استمرار التنسيق بينهما خلال المرحلة المقبلة، مع مواصلة التعاون في مواجهة تحدي الإرهاب، وتسوية النزاعات في عدد من دول المنطقة، لا سيما في ليبيا، لما سيكون لذلك من آثار إيجابية في استقرار منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط». وشدد على «أهمية دعم الجهود الرامية لتسوية الأزمة الليبية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، باعتبارها خطوة مهمة نحو تحقيق الأمن والاستقرار». واجتمع وزير الخارجية المصري سامح شكري بنظيره الليبي محمد الدايري، وبحثا في «الأوضاع في ليبيا، وكيفية تجاوز الأزمة السياسية، وجهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأوضاع الجالية الليبية في مصر»، وفق الخارجية المصرية.