اعتبر وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم الذي التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران أمس، أن التوصل الى اتفاق حول تبادل الوقود النووي بين إيران والغرب «قد يكون ممكناً»، داعياً طهران الى توفير «ضمانات» تؤكد الطابع السلمي لبرنامجها الذري. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن نجاد وأموريم اتفقا على ضرورة تعاون إيران والبرازيل لإحلال «نظام عالمي جديد» بدل الحالي السائر الى «زوال». وفي واشنطن، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن لقاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في فيينا الأحد الماضي، لم يؤدِ الى تغيير في ما يتعلق باتفاق تبادل الوقود النووي. وقالت إن «مضي إيران في تجاهل واجباتها الدولية، يبرز أهمية الضغط الدولي المشترك لتغيير سياساتها». وأضافت: «نعمل مع شركائنا على (فرض) عقوبات قاسية جديدة توضح أكثر للقادة الإيرانيين الخيارات التي يواجهونها». في غضون ذلك، دعا المرشحان الخاسران في انتخابات الرئاسة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي أنصارهما أمس، إلى تنظيم تظاهرة سلمية لمناسبة الذكرى الأولى لإعادة انتخاب نجاد في 12 حزيران (يونيو) 2009. وأفاد موقع «سهم نيوز» التابع لكروبي بأنه اتفق مع موسوي على أن «أداء الحكومة كان سلبياً في كل المجالات، السياسية والاقتصادية». وأشار الموقع الى أن كروبي وموسوي «أصرا على تنظيم تجمع سلمي في 12 حزيران، ودعوة المجموعات والأحزاب الإصلاحية الى تقديم طلباتها الى وزارة الداخلية» لتنظيم تظاهرات. على صعيد الملف النووي، نقلت «إرنا» عن نجاد تأكيده أن «النظام السائد في العالم الآن في طريقه الى الزوال، ويجب إقامة نظام جديد بدلاً منه. وفي هذا السياق، يمكن لإيران والبرازيل القيام بدور مهم في إقامة نظام عالمي عادل». وقال خلال لقائه أموريم ان «البلدين عازمان على توطيد التعاون بينهما في شتى المجالات، وأداء دور مهم في المجالات الإقليمية والدولية». ونقلت وكالة أنباء «مهر» عن أموريم قوله إن «البرازيل لا تؤمن بفرض حظر على الدول، خصوصاً الشعب الإيراني العظيم»، مضيفاً أن «البرازيل تعتبر الاستفادة السلمية من الطاقة الذرية وتطوير البرامج النووية، حق لها كما هو حق لإيران أيضاً». وأضاف أن «النظام السائد الآن في العالم في طريقه نحو التغيير، وعلى إيران والبرازيل الإسراع في إحلال نظام جديد». وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني منوشهر متقي، قال الوزير البرازيلي: «يجب أن تتمكن إيران من القيام بنشاطات نووية سلمية، لكن يجب أيضاً أن يحصل المجتمع الدولي منها على ضمانات بأن تلك النشاطات لا تنتهك (القوانين الدولية) وأنها لا تُستغل لأهداف عسكرية». واعتبر أن التوصل الى اتفاق حول تبادل الوقود النووي «قد يكون ممكناً»، مشدداً على ضرورة أن «تكون هناك مرونة من الجانبين». وسئل عما إذا كان تبادل الوقود النووي سيجري في تركيا، فأجاب: «أعتقد أن ذلك قد يكون جزءاً من الصفقة». وكان أموريم قال لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) إن البرازيل مستعدة ل «درس» اقتراح محتمل لتبادل الوقود، على أراضيها». ورأى أموريم في الملف النووي الإيراني «القضية الأمنية الأكثر أهمية التي يواجهها العالم الآن»، مضيفاً: «قد يُعتبر ذلك هزيمة إذا لم يحصل (الأميركيون) على العقوبات. إذا حصلوا على اتفاق جيد، بدل العقوبات، سيكون ذلك نصراً كبيراً وأفضل كثيراً من العقوبات التي ستجعل الوضع أكثر صعوبة». أما متقي فقال: «إذا برهنت الأطراف كافة عن حسن نية وجدية، يمكننا وضع آلية لتبادل الوقود في مستقبل قريب». وشدد على أن «البرازيل يمكنها أداء دور مهم لدعم مجلس الأمن في اتخاذ قرارات منطقية وعادلة». وكان متقي زار ساراييفو، محاولاً دفع البوسنة وهي عضو غير دائم في مجلس الأمن، الى معارضة العقوبات. لكن الرئيس البوسني حارث سيلايجيتش أوحى بعد لقائه الوزير الإيراني، بأن بلاده ستؤيد العقوبات. إلى ذلك، حذر محمد نبي حبيبي الأمين العام ل «حزب الائتلاف الإسلامي» المحافظ الولاياتالمتحدة من شن هجوم على إيران. وقال: «إذا أُصيبت أميركا بالجنون، فإن أطفال الأمة في القوات المسلحة الإيرانية سيخنقون رقبة الغرب في مضيق هرمز» حيث أنهى «الحرس الثوري» الأحد الماضي مناورات استمرت 4 أيام. على صعيد آخر، أفاد التلفزيون الإيراني بأن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت رئيس البعثة الديبلوماسية لدولة الإمارات في طهران، لإبلاغه احتجاج إيران على تصريحات لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان يدعو فيها طهران إلى إنهاء «احتلالها» جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى في الخليج. وأشار التلفزيون الى أن الخارجية احتجت على التصريحات «غير المسؤولة وغير المحسوبة» للشيخ عبد الله. وكان وزير الخارجية الإماراتي قال الأسبوع الماضي إن «احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة، فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى». واعتبرت طهران هذه التصريحات «وقحة ومتبجحة». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست إن «مقارنة إيران بالنظام الذي يحتل القدس، أصاب شعبنا بحساسية شديدة. تكرار مثل هذه التصريحات، سيفاقم رد الفعل الشديد للشعب الإيراني».