واشنطن - يو بي آي، أ ف ب - أعلن مسؤولون أميركيون أمس، ان مجموعات صغيرة من قوات العمليات الخاصة بدأت في تعزيز جهودها داخل مدينة قندهار جنوبافغانستان، واستهداف قادة حركة «طالبان» في سبيل إضعاف الحركة قبل شن عملية واسعة في المدينة قريباً. وأشار هؤلاء الى اعتقال او قتل عدد من قيادة المتمردين في قندهار ومحيطها في عمليات نفذت في الظل من دون ظهور القوات الأميركية بأعداد كبيرة، في وقت كثف المتمردون هجماتهم ضد مؤيدي الحكومة الأفغانية في المدينة، وتحذيراتهم من التعاون مع الأميركيين، وآخرها نائب عمدة قندهار عزيز الله يرمال الذي قتل بالرصاص داخل مسجد الأسبوع الماضي. وقتل أمس، مدنيان على الأقل في انفجار قنبلتين يدويتي الصنع جرى التحكم بهما من بعد لدى مرور موكب للشرطة في قندهار. وأعلن مساعد قائد الشرطة في الولاية فضيل احمد شرزاد ان الاعتداء استهدفه، «لأنني اسلك هذه الطريق يومياً للتوجه الى العمل والعودة منه، لكنني لم انضم الى الموكب هذه المرة». وفيما يتوقع ان يرتكز الهجوم في قندهار إلى مجموعة من العمليات العسكرية، قال نائب مستشار الأمن القومي الأفغاني شايدي عبدلي: «لا نزال ننتظر تبلور النتائج في منطقة وادي مرجة بولاية هلمند، اذ يجب ان نظهر نجاحاً فيها من اجل استخدامها مثالاً جيداً لعملية مقبلة اكبر حجماً»، علماً ان مسؤولين أفغاناً اقروا اخيراً بأن «طالبان» بدأت تستعيد زخمها في مرجة عبر قتل ومهاجمة مؤيدي الحكومة. ويريد المخططون العسكريون الأميركيون ان تساهم المعركة المرتقبة في قندهار في تشكيل إستراتيجية الرئيس باراك أوباما في أفغانستان، عبر مهاجمة «طالبان» في معقلها، وإبراز قدرة القوات الأفغانية على تولي مسؤوليات ميدانية أكبر حجماً، مع تجنب الخسائر المدنية الكبيرة. ويقول المسؤولون الأميركيون إن «قندهار مليئة بالمتمردين، لكنهم لا يحكمونها كما كانت الحال في مرجة»، فيما تسعى كابول بالتعاون مع قادة القوات الأجنبية الى عقد اجتماعات مع زعماء القبائل لإقناعهم بأنهم سيحصلون على نتيجة أفضل في حال تعاونهم معها. وقال المسؤول المدني الأعلى في الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان مارك سيدويل إن «الاجتماعات تهدف أولاً إلى الحصول على دعم القبائل كي تتقدم العمليات الأمنية وتحديد حاجاتها إلى الأمن والحكم والتنمية».