أرجّح أن ساره بيلين لا تعرف، وانها لن تصدقني عندما أقول لها إن عصابة الشر الأميركية من طلاب امبراطورية تحكم العالم وليكوديين يريدون ان تحكم اسرائيل الشرق الأوسط، تعدّها للرئاسة الأميركية ولتلعب دور رونالد ريغان وجورج بوش الابن (الولد أو العيّل) أي لا دور، ما يتيح للعصابة التي دمرت سمعة أميركا وأثارت أزمة مالية عالمية أن تحكم من وراء الستار عبر «الرئيسة». ريغان كان ممثلاً من الدرجة الثانية متقدماً في السن وعلى حدود الزهايمر الذي كُتِمَ حتى ترك البيت الأبيض حيث كان ينام أكثر مما يعمل. وجورج بوش أوصلته أسرته الى أرقى الجامعات الأميركية إلا أن خلفيته الأخرى انه مدمن مخدرات وسكّير سابق تجنب الخدمة العسكرية، في فيتنام، أيضاً بفضل أسرته، فبقي في تكساس، وانتهى القائد العام للقوات المسلحة. ساره بيلين تزيد جهلاً على ريغان وبوش معاً، وليس هذا رأيي فالكتاب «تغيير اللعبة» من تأليف جون هايلمان ومارك هالبر عن حملة الرئاسة الأخيرة، ينقل عن ستيف شميت، كبير الاستراتيجيين في حملة جون ماكين، قوله عن بيلين «انها لا تعرف شيئاً، وانه كلف اثنين من خبراء الشؤون الخارجية في الحملة تعليم بيلين باستخدام بطاقات صغيرة تكتب عليها المعلومات لحفظها وكأنها طالب ثانوي يستعد لامتحان. هي الآن جمعت ملايين الدولارات وتسافر في طائرات خاصة مع ان جهلها يزيد على ما جهل ريغان وبوش مجتمعين، وهذا ما يجعلها مرشحة عصابة الشر للرئاسة، وهي تؤيد اسرائيل لأنها في «جيرة شرسة» ولا ترى ان اسرائيل تملك ترسانة نووية تهدد الجيران وانها تحتل وتدمر وتقتل النساء والأطفال، ومستشارها في السياسة الخارجية الآن هو راندي شوينمان «اخوراس» وليام سافاير، ومن عصابة ليكود التي تقدم مصلحة اسرائيل على المصالح الأميركية نفسها. ولا أتصور ان بيلين تنطلق من قناعات المسيحيين الصهيونيين عن اسرائيل وعودة المسيح، وانما عن إدراكها ان لوبي اسرائيل مفتاح المال والدعم الإعلامي لأي حملة انتخابية، فحتى الجاهل مثلها يعرف هذا. ليس رأيي في بيلين تحاملاً شخصياً عليها، فقد نقلت عن كتاب هو مرجع في الموضوع وأزيد ما قال فريد زكريا، وهو من المحافظين الجدد وقد تاب نصف توبة، عن بيلين في «واشنطن بوست» فقد كان رأيه انها تتأثر بأفكار دانيال بايبس، وهذا من أحقر المحافظين الجدد، وهو كتب يوماً «كيف تُنقَذ رئاسة أوباما: اضربوا ايران (بالقنابل)». وبيلين تعتقد أن الطريقة المثلى للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني هو مهاجمة ايران. لو كان عندي مالٌ كثير لخصَّصت ما يكفي للتحقيق في دوره عندما كان في روما وزُوِّرت أوراق اليورانيوم من النيجر، فإما أن يبرأ الرجل تماماً ويطوي الموضوع وإما أن يدان بما ينفي الشك ويحاكم. وقد رفضت في حينه وأرفض اليوم الادعاء ان 16 جهاز استخبارات أميركياً مجموع موازناتها يزيد على 60 بليون دولار في السنة لم تعرف ان الأوراق مزورة، وان وكالة الطاقة الذرية الدولية، وبضعة موظفين يرأسهم محمد البرادعي، أكدت في ساعات التزوير وأثبتته. وقد أشار زكريا في مقاله الى مسلسل أخطاء بيلين وهي تعد نفسها للترشيح للرئاسة ووصفها بأنها صفحة بيضاء. وإذا كان لي أن أزيد نقطة هنا فهي أن زوجها تود أجهل منها، إن كان هذا ممكناً، فهو كان عاملاً في حقول النفط في ألاسكا، ثم رئيس مجموعة عمال قبل ان يتحول الى صيد السمك التجاري. والمشكلة ان الذي يحتل منصباً في أهمية الرئاسة الأميركية يحتاج الى مساعدة أقرب الناس اليه، غير أن تود لن يفعل، ما سيجعل زوجته تحت تأثير عصابة الشر ونفوذها الكامل. والقارئ لا بد سمع عن حزب، أو حفلة، الشاي (الكلمة الانكليزية Party لها المعنيان) وهو يتألف في الأساس من أميركيين فقدوا عملهم لذلك عندهم وقت للتظاهر والاحتجاج. ويبدو لي انهم في ذكاء بيلين التي تعتمد عليهم وتحضر مهرجاناتهم، فهم اعتبروا الضمانات الصحية مؤامرة اشتراكية وحتى شيوعية، وهم يتهمون إدارة أوباما بالمسؤولية عن الأزمة المالية وفقدانهم وظائفهم مع ان الأزمة بدأت في ادارة بوش، وبسبب سياسته العسكرية والاقتصادية، وهم فقدوا وظائفهم قبل أن يدخل أوباما البيت الأبيض. والشيء بالشيء يذكر، فالبطالة في الولاياتالمتحدة في حدود عشرة في المئة، أي أن أعضاء حزب الشاي هم من عشرة في المئة من العمالة الأميركية عجزوا عن الاحتفاظ بوظائفهم لأن الآخرين أكثر معرفة أو خبرة أو قدرة على العمل. لا أدري من يقود الآخر، حزب الشاي يقود بيلين، أو بيلين تقود حزب الشاي، وفي الحالين نحن أمام وضع عميان وعمياء يقود أحدهم الآخر، والمستفيد لو نجحت الخطة هم أركان محور الشر الأميركي القديم العائد. [email protected]