واجه إعلان لمنتج تجميلي نشرته شركة تايلندية موجة من الانتقادات، بعدما حمل رسالة تقول إن «البشرة البيضاء هي مفتاح نجاح المرأة»، الامر الذي اعتبر رسالة موجهة لإثارة العنصرية، ما أجبر الشركة على سحب الإعلان من جميع المواقع الالكترونية. وذكرت شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن شركة «سيول سيكريت» التايلندية نشرت شريطاً اعلانياً، تظهر فيه ممثلة محلية معروفة ببشرتها الداكنة تنظر ب «حسد» الى عارضة أخرى فاتحة اللون مبتسمة، وسرعان ما تناولت الأولى الحبوب المبيضة، ما جعل بشرتها تتحول خلال 50 ثانية إلى اللون الفاتح، فتعود الثقة اليها من جديد. وقالت الممثلة والمغنية وعارضة الأزياء كريس هوروانغ (35 عاماً) في الشريط الترويجي «ليس من السهل الحفاظ على هذا المستوى العالي خلال فترة طويلة. وكانت كل الجهود التي بذلتها تذهب سدى، لو توقفت عن الاعتناء بجسدي وبشرتي البيضاء». لكن سرعان ما قامت الشركة بسحب الفيديو الاعلاني من على جميع مواقع الانترنت الجمعة الماضية، ونشرت بياناً تعتذر فيه عن الخطأ، مؤكدةً انها لم تقصد في الاعلان نقل رسالة عنصرية أو تمييزية. ومن الشائع استخدام المستحضرات والحبوب المبيضة للبشرة في البلدان الأفريقية والآسيوية مثل تايلند، حيث تعد البشرة الفاتحة اللون من معايير الجمال. ومن جهته، يقول الاستاذ في علم الاجتماع والانثروبولوجيا في جامعة «تايلند»، يوكتي موكداويجترا: «لا أصدق أن هذا النوع من الإعلانات لا يزال يعرض في تايلند. انه غير مقبول ابداً»، مضيفاً أن «الاعلان يعكس العنصرية التي كانت قائمة منذ قرون في تايلند، اذ كان يُنظر الى البشرة الفاتحة باعتبارها علامة للتميز داخل مجتمع مختلف الأعراق»، متهماً الغرب بنشر هذه الأفكار. وكشفت المدوِنة التايلندية كاويمالا على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «على رغم ازدياد الوعي خلال السنوات الأخيرة إزاء مسألة العنصرية، لكن لا تزال البشرة الداكنة مؤشراً إلى انتماء الى الطبقة الفقيرة في البلاد»، مرجحةً أيضا أن يكون الطابع العنصري مقصوداً في الإعلان. يذكر انه هذه ليس المرة الأولى التي تنشر شركات تايلندية هذا النوع من الاعلانات، اذ أنه في العام 2013، نشرت شركة «دانكن دونتس» حملة اعلانية في بانكوك، تظهر فيها امرأة يغطي وجهها طلاء أسود في قطار، مع شعار «نكسر كل قواعد التذوق»، واعتذرت الشركة في وقت لاحق. فيما أعلنت شركة «يونيليفر» في العام نفسه انها ستقوم بتقديم منحاً دراسية للطلاب اصحاب البشرة الفاتحة فقط، ثم اعتذرت الأخرى عن أي سوء فهم.