قتل سبعة اشخاص على الأقل، بينهم خمسة مهاجمين، في اعتداءات بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا قالت وكالة أنباء «أعماق» الإسلامية ان «مقاتلين من تنظيم داعش نفذوها مستهدفين رعايا أجانب وقوات أمن مكلفة حمايتهم». وسبق ان شهدت إندونيسيا، الدولة المسلمة الأكثر اكتظاظاً في العالم، اعتداءات استهدفت منتجع بالي العام 2002 وأوقعت 202 قتيل، وأعقبتها هجمات على فنادق فاخرة في جاكرتا في تموز (يوليو) 2009 خلّفت تسعة 9 قتلى. وفجر انتحاريان حزاميهما الناسفين في حي وسط جاكرتا يضم مكاتب لوكالات تابعة للأمم المتحدة وسفارات، فيما استهدف الباقون مقهى تابعاً لمجموعة «ستاربكس» الأميركية، علماً ان السلطات كانت أعلنت قبل بضعة اسابيع إحباط هجوم انتحاري خطط متطرفون لتنفيذه خلال فترة أعياد نهاية السنة، وبعضهم مرتبط ب «داعش». ثم قررت إبقاء حال التأهب الأمني وأوقفت مشبوهين، كما ضبطت مواد يمكن استخدامها في صنع متفجرات. وأوضح وزير الأمن الاندونيسي لوهوت بانجايتان ان المدنيَين القتيلين هما مواطن اندونيسي وآخر كندي. وكان تردد ان هولندياً بين الضحايا، ما دفع وزير الخارجية الهولندي هبيرت كوندرز الى التنديد بالاعتداءات. كما أعلنت الشرطة جرح خمسة شرطيين وخمسة مدنيين بينهم اجنبي في الاعتداءات، واعتقالها اربعة متشددين متورطين بالاعتداءات. وروى شهود أنهم سمعوا دوي ستة انفجارات على الأقل قرب مركز «سارينا» التجاري. وقال رولي كوتستامان (32 سنة): «سمعنا انفجاراً عنيفاً كأنه زلزال، ونزلنا جميعنا الى الأسفل، ورأينا ان مقهى ستاربكس المجاور قد تضرر، ثم وصل ارهابي وأطلق النار علينا وعلى المقهى». وأعلنت المجموعة الأميركية، في بيان أصدرته من مقرها في ولاية سياتل في الولاياتالمتحدة، إغلاق كل مقاهيها في جاكرتا «حتى إشعار آخر» كإجراء احتياطي. وأظهر صور جثتين مضرجتين بدماء لمدنيين على الأرجح في شارع قريب من مركز مراقبة للشرطة دُمّر بالكامل. لكن مصدراً امنياً قال إن «المركز لم يُستهدف بهجوم انتحاري بل ألقيت قنبلة يدوية عليه». وبعد انتهاء عملية «تطهير» عناصر «داعش»، أكد وزير الأمن العام لوهوت بانجايتان ان «كل شيء تحت السيطرة»، متمنياً أن يحتفظ الناس بهدوئهم ويتوخون الحذر من أي تهديد محتمل. حصلت أحداث مماثلة في باريس ومومباي ونيويورك، وقد تتكرر هنا». وفي ماليزيا، عززت الشرطة إجراءات الأمن في المناطق العامة، ومناطق الحدود. وقال المفتش العام للجهاز خالد أبو بكر: «نحن في أعلى درجات التأهب بسبب مخاوف من أن يمتد الإرهاب الدولي الى أراضينا». في استراليا، طوقت الشرطة على مدى ساعة ونصف الساعة مبنى دار اوبرا سيدني الشهير، في اطار عملية نفذتها استناداً الى معلومات عن تهديد أمني مصدرها شبكات التواصل الاجتماعي. ونصبت حواجز حديد في محيط المبنى المطل على خليج سيدني، وأبقي السياح خلفه، وكذلك في منتجع مانلي البحري شمال سيدني. وأفادت صحيفة «ديلي تلغراف» الصادرة في سيدني بأن «المخاوف مصدرها تهديد بوجود غرض داخل دار الأوبرا. وكان قسم من الواجهة البحرية لسيدني أغلق في كانون الثاني (يناير) 2015 بسبب طرد متروك تبين في نهاية المطاف انه يخص شركة تشغل العبارات. المغرب والإرهاب على صعيد آخر، أكد آلان وينانت، المحامي العام في المحكمة العليا البلجيكية والذي رأس جهاز الاستخبارات في بلاده من 2006 إلى 2014، ان بروكسيل تبادل مع الرباط معلومات استخباراتية مهمة جداً على مستوى عالٍ من المهنية». وكان المغرب قدم الى فرنسا المعلومة الخاصة بحسناء ايت بلحسن، قريبة العقل المدبر لاعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عبدالحميد أباعود، قبل ان تقتلهما الشرطة الفرنسية داخل شقة في ضاحية سان دوني الباريسية. وبعدما أدركت بلجيكا أن بعض المشاركين في الهجمات خططوا لها في بروكسيل وأنهم من أصل مغربي، اتصل ملك بلجيكا فيليب بملك المغرب محمد السادس لطلب مساعدة الاستخبارات المغربية. وقال مصدر أمني مغربي إن «جهاز الاستخبارات الخارجية له عمليات في بلجيكا»، لكنه لم يؤكد تقديرات خبراء بتعاون 150 شخصاً مع الجهاز في بلجيكا. وأشار وينانت الى انه في وجود 600 ألف مغربي في بلجيكا لا يستطيع الجهاز المغربي ولا نظيره في بلجيكا البقاء في وضع لا اتصالات فيه بينهما. وذهبت أنا بسرعة لرؤية نظرائي في المغرب، واطلقنا تعاوناً جديداً». ويقدر مسؤولون مغاربة انضمام ألفي مقاتل مغربي الى جماعات مسلحة في سورية والعراق بينها تنظيم «داعش» و «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مع سجن حوالى 200 منهم لدى عودتهم الى البلاد.