تواصلت موجة الاستقالات من حزب «نداء تونس» بعد المؤتمر التوافقي الذي أفرز قيادة جديدة للحزب حظي فيها حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بصلاحيات واسعة، في ظل توقعات بمزيد من التفكك في الحزب الفائز في الانتخابات الاشتراعية العام الماضي. وأعلن وزير الصحة، القيادي في «نداء تونس» سعيد العايدي أمس، تجميد عضويته من المكتب السياسي للحزب بعد يومين من مصادقة البرلمان على التعديلات الوزارية الأخيرة، وبرر العايدي تجميد عضويته في الحزب الحاكم بما اعتبرها «خروقات» شابت مؤتمر الحزب. وقال العايدي إن «مؤتمر سوسة الأخير انعدمت فيه المقومات الدنيا للمؤتمر السياسي ودُنست فيه كل المعايير والمقاييس المتعامَل بها»، في إشارة إلى اختيار قيادة الحزب من دون انتخابات. وأوضح وزير الصحة التونسي أن تجميد عضويته لا يعني الاستقالة النهائية وأنه «سينضم إلى المناضلين لتصحيح مسار الحزب». وجاءت هذه الاستقالة بعد موجة من الاستقالات في صفوف الحزب وكتلته النيابية التي تراجعت إلى المركز الثاني في البرلمان لمصلحة كتلة حركة «النهضة» الإسلامية. وتسارعت وتيرة الاستقالات من الكتلة النيابية لتقترب من 30 استقالة انضم أغلبهم إلى تيار الأمين العام المنشق عن الحزب محسن مرزوق، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد. وذكر مراقبون أن موقف وزير الصحة أتى بعد توزيع المناصب في المكتب السياسي نهاية الأسبوع الماضي، واستثنائه من قائمة الكتاب العامين للحزب. وغادر العايدي المؤتمر الحزبي غاضباً لكنه استقال بعد المصادقة على التعديلات الوزارية، لضمان موقعه في الحكومة. كما قرر وزير الشؤون الاجتماعية، القيادي في «نداء تونس» محمود بن رمضان الاستقالة من الحزب مقدماً الأسباب ذاتها التي قدمها العايدي. ووصف مراقبون أن ما يتعرض له الحزب الحاكم يُعدّ «نزيفاً من الانسحابات بسبب سيطرة نجل الرئيس مما قد يهدد وجود الحزب». في سياق متصل، أعلن رجال الأعمال البارز فوزي اللومي الذي يُعد من القيادات المؤسِسة ل «نداء تونس» تأسيس تيار جديد داخل الحزب يحمل اسم «تيار الأمل» وتخليه عن مهمته في المكتب السياسي، كما استقالت سيدة الأعمال وصاحبة المنتجع الذي تعرض لهجوم مسلح الصيف الماضي في محافظة سوسة من المكتب السياسي للحزب، إلا أنها بقيت في الكتلة النيابية. وقال اللومي وهو من أهم داعمي «نداء تونس»، إن «القيادة الحالية انقلبت على الحزب وفرضت سياسة الأمر الواقع وعينت أشخاصاً محسوبين على نجل الرئيس مما تسبب في زعزعة وتشويه صورة الحزب لدى الرأي العام».