تفتح مراكز الاقتراع اليوم أبوابها أمام نحو 6,4 مليون ناخب نمسوي للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي تقام كل ست سنوات، وذلك وسط توقعات ببقاء الرئيس الحالي هاينز فيشر في منصبه لدورة ثانية. ويتنافس على مقعد الرئاسة ثلاثة مرشحين، هم الرئيس الحالي هاينز فيشر الذي يمثل التيار الاشتراكي في البلاد، ومرشحة الحزب اليميني باربرا روزينكرانتس ومرشح الحزب المسيحي رودولف غيرينك. ورجحت استطلاعات فوز الرئيس فيشر بولاية ثانية، في ظل تمتعه بشعبية في غالبية المقاطعات، لكن ظلالاً من عدم اليقين تخيم على مقاطعة كارنيثيا، معقل اليمين المتطرف ومؤسس حزب الحرية الراحل يورغ هايدر، ما سيجعلها الاختبار الأهم للتيار اليميني في البلاد. ويرى مراقبون أن توجه فيشر الداعي إلى الحفاظ على الدفء الاجتماعي بين مختلف فئات الشعب، والذي يتبنى في الوقت ذاته سياسة الاقتراب من المواطنين والتمسك بالقّيم المحافظة، يساهم في تعزيز فرصه. في المقابل، فإن «مبالغة» مرشحة اليمين المتطرف روزينكرانتس في إبراز المخاوف من وجود الأقليات العرقية والدينية المقيمة في البلاد خلال حملاتها الانتخابية، انعكس سلباً على فرصها في تحقيق مكاسب سياسية، باستثناء ولاية كارنثيا حيث تلقى الدعم الأكبر. وكانت روزينكرانتس تعرضت لمحاولات من قبل الجالية اليهودية في النمسا للحيولة دون ترشحها للرئاسة، وذلك بسبب موقفها المناهض لإقرار النمسا قانون يجرم «إنكار الهولوكوست» باعتباره يحد من حرية التعبير. ودعت الجالية اليهودية إلى مقاطعة الحملة الانتخابية التي تقودها روزينكرانتس، واعتبرت السماح لها بدخول المنافسة الانتخابية «سخرية من 65 ألف يهودي نمسوي لقوا حتفهم في المحرقة». اما حملة غيرينغ، مرشح الحزب المسيحي فاتسمت بالهدوء والابتعاد عن البلبلة والدعوة إلى التمسك بالقّيم المسيحية. وعلى رغم صلاحيات الرئيس المحدودة في النمسا، دعت رئاسة الجالية المسلمة في النمسا أبناء الطائفة الى الإدلاء بأصواتهم والإفادة من حقهم الانتخابي لرسم معالم الساحة السياسية في النمسا. ويرى ممثلو الجالية الرئيس الحالي فيشر هو الأكثر جدارة بالمنصب. وعرف عن فيشر أيضاً تبنيه مواقف أكثر اعتدالاً من قضايا الشرق الأوسط الحساسة.