في آخر خطاب له حول حال الاتحاد، اختار الرئيس الأميركي باراك أوباما الابتعاد عن أزمات الشرق الأوسط، والتركيز بدلاً من ذلك، على بعدها الإنساني بحضور لاجئ سوري الخطاب في الكونغرس والذي يحض فيه أوباما بشكل عابر على إنهاء النزاعات. وتتصدر الشؤون الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية، الخطاب، مع الإشارة إلى إنجازات ديبلوماسية كالانفتاح مع كوبا والاتفاق النووي الإيراني. ولم يعد أوباما الذي تنتهي ولايته في 21 كانون الثاني (يناير) 2017، مكبلاً بقيود إشتراعية وحسابات انتخابية، مما يتيح له استخدام نبرة أكثر ليبرالية في خطاباته، والتذكير بإنجازاته خلال السنوات السبع الماضية، من بينها انتشال أميركا من أزمة اقتصادية وتمرير خطة للضمان الصحي، إضافة إلى الانسحاب من العراق. وأعد خطاب الرئيس الأميركي ليوظف في حشد دعم لمعاهدة شراكة تجارية عبر المحيط الهادئ وتشديد قوانين السلاح في الولاياتالمتحدة وإغلاق معتقل غوانتانامو الذي يؤوي 103 معتقلين. وكان من الطبيعي أن يلتزم أوباما بموضوعات إرثه الرئاسي ويتفادى اقتراحات إشتراعية جديدة، تاركاً لزملائه المرشحين الديموقراطيين للرئاسة طرحها في حملاتهم الانتخابية. ورأى مساعدون لأوباما أن خطابه يقدم رؤية أكثر تفاؤلاً لموقف الولاياتالمتحدة، مقارنة بواقع أليم يصوره المرشحون الجمهوريون للرئاسة. ويبدو الابتعاد عن أزمات الشرق الأوسط متعمداً خلافاً لخطابات أوباما السابقة في هذه المناسبة والتي كانت تحضر فيها عملية السلام بقوة إضافة إلى الأزمة السورية التي اقتصر حضورها على اللاجئ السوري رفاعي حمو الذي استضافته أميركا في ولاية ميشيغان، وذلك مثالاً على عدم تهميش اللاجئين وإغلاق الباب في وجوههم. وإلى جانب الاتفاق النووي مع إيران، فان استعادة الحديث عن تحسّن العلاقات الأميركية – الكوبية، بدت مخصصة لتسويق احتمال قيام أوباما بزيارة لهافانا قبل انتهاء ولايته. ولا تغيب عن الخطاب الحرب ضد «داعش»، من باب طمأنة الأميركيين إلى جهود لمنع اعتداءات إرهابية، بعد اعتداء في سان برناردينو (كاليفورنيا) الشهر الماضي، تبناه مناصرون للتنظيم. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن أوباما لا يرى في داعش تهديداً «وجودياً للأمن القومي الأميركي» لذا اختار نقل هذه الثقة بالإجراءات الجديدة إلى ملايين المشاهدين.