عززت الصين جهودها للحد من المراهنة على انخفاض عملتها، وطمأنة المستثمرين المتشككين، بعدما وضع البنك المركزي سعراً جديداً لليوان أمس، إثر ما وصفه متعاملون بمشتريات قوية للعملة في الخارج. وقاد تراجع الثقة بعملية صنع القرار في الصين، إلى ابتعاد المستثمرين عن الاقتصاد الذي يعاني التباطؤ وتوقعات بأنّ العملة الصينية ستنخفض أكثر، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين السعر المحلي الذي يخضع لسيطرة صارمة، وسعر المعاملات الخارجية في هونغ كونغ. وتراجع اليوان أكثر من 12 في المئة منذ مطلع السنة، وفقد 4.7 في المئة أمام الدولار العام الماضي، كما أدى تسارع وتيرة الهبوط إلى تنامي الشكوك في شأن نوايا بكين تجاه سعر الصرف. وقال محللون إن المشتريات الخارجية للمصارف الحكومية، وهي بتوجيه من «بنك الشعب الصيني»، سحبت من السيولة بالعملة المحلية إلى الحد الذي رفع سعر الفائدة على الاقتراض باليوان في هونغ كونغ إلى مستوى قياسي. ونتيجة لذلك، تلاشى لبعض الوقت الفارق في سعر صرف اليوان في المعاملات الخارجية والمحلية، بعدما وصل إلى 2 في المئة الأسبوع الماضي. وهوت أسواق الأسهم 10 في المئة الأسبوع الماضي و5 في المئة أمس، وما زالت حركة التداولات تتسم بالتقلب. ورجّحت لجنة الإصلاح والتنمية الوطنية أن يكون اقتصاد الصين نما نحو 7 في المئة العام الماضي، فضلاً عن إضافة 13 مليون وظيفة، معلنة الموافقة على مزيد من مشاريع البنية التحتية الضخمة لتفادي خطر تباطؤ أشد. وقال الناطق باسم اللجنة لي بو مين في مؤتمر صحافي: «الاقتصاد سيكون في حالة جيدة هذه السنة على رغم استمرار الضبابية». وأضاف: «ما زلنا نواجه بيئة معقدة وصعبة وستكون هناك مصاعب أكثر». ويبذل المسؤولون قصارى جهدهم لدعم العملة من خلال تصريحاتهم، وقال كبير اقتصاديي البنك المركزي ما جون: «بنك الشعب يخطط للحفاظ على استقرار اليوان أمام سلة من العملات في حين ستتزايد التقلبات أمام الدولار». وقال نائب مدير مكتب المجموعة القيادية للشؤون المالية والاقتصادية في الحزب الشيوعي الصيني هان جون إن حدوث انخفاض أكبر لليوان أمر «سخيف ومستحيل». وكان هان يتحدث خلال لقاء في القنصلية الصينية في نيويورك، ما يشير إلى أن السلطات توسع نطاق حملة التصريحات الرامية لكبح مبيعات اليوان. ولكن التعليقات لم تقنع الجميع، إذ خفض «غولدمان ساكس» أول من أمس توقعاته لليوان للعامين الحالي والمقبل. وكتب محللو «غولدمان ساكس» في مذكرة: «مع تراجع الصادرات بحدة والتوقعات بأن تبقى ضعيفة في الأشهر المقبلة، سيكون من الأسهل التوصل إلى توافق على سياسة تسمح بخفض قيمة العملة قليلاً». إلى ذلك استقر سعر اليوان في السوق الخارجية بعدما تقارب مع سعر السوق المحلية الخاضع لسيطرة صارمة إثر خطوات اتخذتها بكين لرفع أسعار فائدة ليلة واحدة في هونغ كونغ. وعصف تراجع أسعار النفط بعملات الدول المنتجة للخام، ما دفع الدولار الكندي إلى أدنى مستوياته في 13 سنة عند 1.4250 دولار كندي للدولار، في حين سجلت الكرونة النروجية أقل سعر في 13 شهراً عند 9.6925 لليورو. ونزل الدولار نحو 0.3 في المئة إلى 117.47 ين، بعدما هوى إلى 116.70 ين أول من أمس، وهو أضعف سعر منذ 24 آب (أغسطس) الماضي، بينما ارتفع اليورو 0.2 في المئة إلى 1.0876 دولار. وارتفع سعر الذهب في التعاملات المبكرة، ليتوقف اتجاهه النزولي الذي استمر على مدى اليومين الماضيين، إذ عززت المخاوف إزاء النمو الاقتصادي في الصين وهبوط الأسهم مجدداً وضع المعدن الأصفر كملاذ آمن. وصعد الذهب في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1095 دولاراً للأونصة، بينما تراجع في التعاملات الآجلة في الولاياتالمتحدة 0.2 في المئة إلى 1094 دولاراً. وسجل البلاديوم أقل مستوى منذ آب (أغسطس) 2010 عند 460 دولاراً، وتراجع سعر الفضة 0.2 في المئة إلى 13.82 دولار، والبلاتين 1.5 في المئة إلى 830.8 دولار.