اعتبر البطريرك الماروني نصرالله صفير أن «حوار الثقافات والاديان أولوية حيوية في رسالة الكنيسة»، داعياً «القوى الحية في العالم الى تبني خيار الحوار ونشر ثقافة المصالحة والسلام في مواجهة الصراعات والتوترات السائدة». وشدد على «واجب العالم في الحفاظ على لبنان وصيغة العيش الواحد والتلاقي بين أتباع مختلف الديانات التواقين الى دولة القانون والعدالة وعمل المؤسسات». وشدد صفير أمام وفود اكليريكية وعلمانية زارته في مقر إقامته في روما على «أهمية الإقبال على التخصص العلمي في مجال الحوار وتلاقي الثقافات وتفاعل الاديان وكلها تشكل اولوية في رسالة الكنيسة»، معتبراً ان على «القوى الحية في العالم تبني هذا الخيار ونشر ثقافة المصالحة والسلام، والحفاظ على لبنان صيغة العيش الأخوي الواحد بين مؤمني مختلف الديانات، وحماية هذه الصيغة بدولة قادرة تطبق فيها القوانين وتسودها العدالة بحكم عمل المؤسسات». ولفت الى «مسؤولية اللبنانيين في تغليب هذه الخيارات بعيداً من كل منطق هيمنة او تفرد او استئثار بل بروح المساواة بين مختلف مكونات الشعب اللبناني صغرت أم كبرت»، داعياً الطلاب الاكليريكيين الدارسين في روما الى «الاستعداد لترجمة ما يحصلون من علوم بأعمال الرسالة والخدمة التي تنتظرهم في لبنان». وبدأت الاجتماعات الخاصة بالإعداد لعقد سينودس الشرق الاوسط، وأبرز محاور وثيقة الخطوة العريضة التي نوقشت: «وضع المسيحيين في الشرق الاوسط، الصراعات السياسية في المنطقة، المسيحيون وتطور الاسلام المعاصر، الهجرة من الشرق الاوسط واليه». وتطرح وثيقة الخطوط العريضة مجموعة من الاسئلة ابرزها: «لماذا نحن خائفون من المستقبل؟ هل نؤمن بأن للمسيحيين دعوة خاصة في منطقة الشرق الاوسط وكيف ندعم عملية السلام لإنهاء صراعات المنطقة؟ كيف نستطيع ان نعمق العلاقات المسكونية وننميها؟». واتصل البطريرك صفير بالنائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس شكره فيه على «وضعه طائرته الخاصة في تصرفه»، وجدد تقديره لما يقوم به من «مبادرات انسانية وانمائية تتولاها مؤسسته تجاه المحتاجين من اللبنانيين»، معرباً عن أمله في «توافر الظروف المواتية لعودة فارس الى لبنان».