اعتبر مدير عمليات «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في غزة جون غينغ ان التخفيف الأخير للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة هو خطوة أولى مرحب بها، لكنه لا يزال غير كاف لتلبية الحاجات الملحة لمليون ونصف مليون فلسطيني هم سكان القطاع، معتبراً ان «نقطة مياه في المحيط، طبعاً، ليست كوباً نصف ملآن». وقال غينغ في مؤتمر صحافي ظهر اول من امس أن «أونروا» تركز الآن في اعمالها على التحضيرات لبداية السنة الدراسية الجديدة في القطاع، مضيفاً: «لسنا قادرين على استيعاب الآلاف من الأطفال الذين يريدون الحصول على تعليم الأممالمتحدة في غزة. ولم يسمح لنا (من اسرائيل) ببناء مدرسة واحدة في غزة خلال السنوات الثلاث الأخيرة». ولاحظ تخفيف اسرائيل القيود المفروضة على دخول البضائع الى غزة، لكنه أكد أن هذه «قطرة في بحر» مقارنة باحتياجات 1،5 مليون فلسطيني. وأشار الى أن هناك حاجة ماسة لمواد البناء لإعادة بناء مدارس «أونروا» التي تضررت بصورة كبيرة بعد الهجوم الذي شنته اسرائيل شتاء عام 2008، علماً ان «أونروا» تدير ما يزيد عن 200 مدرسة في القطاع. وحذر من أن للفشل ثمناً كبيراً «بدءاً من عجز اونروا في تعليم الآلاف من الأطفال الأبرياء في هذا الصراع ... هناك الكثير من الإمكانات لحل هذه المشكلة، وبعد مرور كل هذا الوقت، يجب أن يكون هناك حل لهذا لأنه يتم دفع ثمن الفشل السياسي من الأطفال والقضاء على مستقبلهم». وأشار غينغ الى المعاناة الأنسانية في غزة، قائلاً أن الناس «تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة»، مضيفاً أن «البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في حال انهيار. ولا يوجد اقتصاد قانوني. المعاناة الجسدية والنفسية تستمر على أساس يومي». وشدد على أنه «حان الوقت لوضع الناس قبل السياسة»، مضيفاً: «اذا ركزنا على احتياجات الناس، سيجعل ذلك من الأسهل أن تتحرك السياسة الى امام. بينما ترك الناس، تركهم لليأس والإحباط، سيجعل من الأصعب أن تتحرك السياسة الى امام». وشجع الوفود الأجنبية السياسية على زيارة غزة، معبراً عن احترامه الكبير لسكان غزة، مشيراً الى لطفهم وحضارتهم، على رغم أنهم يعيشون «في ظل هذه الظروف غير المتحضرة البتة».