تزامن تكريم فرنسا ذكرى حوالى 150 شخصاً قُتلوا خلال هجمات نفّذها تنظيم «داعش» على أراضيها العام الماضي، مع زيارة رمزية أجراها الرئيس فرنسوا هولاند إلى المسجد الكبير في باريس. وأشارت مصادر رئاسية إلى أن هولاند «تبادل الحديث وسط أجواء من العيش المشترك والتآخي حول كوب من الشاي»، علماً أن مساجد فرنسية فتحت أبوابها خلال عطلة نهاية الأسبوع، لإحياء ذكرى ضحايا الاعتداءات. واستقبل المسؤول عن المسجد دليل بوبكر ورئيس «المجلس الفرنسي للدين الإسلامي» أنور كبيبش، الرئيس الفرنسي يرافقه وزير الداخلية برنار كازنوف. وحاور هولاند مضيفيه نصف ساعة حول «المغزى الذي يريده المنظمون حول فتح أبواب المساجد». ونظم المجلس «أخوة الشاي» في مساجد، دفاعاً عن إسلام «وفاقي» بعد الهجمات في كانون الثاني (يناير) 2015 على أسبوعية «شارلي إيبدو» الساخرة، ثم اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) التي أوقعت 130 قتيلاً وأكثر من 300 جريح. إحياء فرنسا الذكرى تمّ في ساحة الجمهورية حيث انطلقت «المسيرة الجمهورية» في 11 كانون الثاني 2015، احتجاجاً على الارهاب، وشارك فيها اكثر من 1.2 مليون شخص، تقدّمهم هولاند وحوالى 50 زعيماً أجنبياً. وكشف هولاند ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو لوحة تذكارية عند أسفل شجرة سنديان زُرعت في ساحة الجمهورية، ثم أحيا المغني جوني هوليداي وكورس الجيش حفلة موسيقية وجيزة. واعتبر كازنوف أن «الجمهورية في حاجة، أكثر من أي وقت، إلى التزام جميع مسلمي فرنسا». ودافع رئيس الوزراء مانويل فالس عن توسيع نطاق تطبيق إجراء إسقاط الجنسية الفرنسية، ليشمل حاملي جنسيتين من المولودين في فرنسا والمدانين في قضايا ارهاب، قائلاً: «مَن ينخرط في جيش أجنبي ارهابي، يخرج عن الميثاق الوطني». إلى ذلك، أعلن كازنوف ان رجلاً قتلته الشرطة الخميس الماضي بعدما حاول مهاجمة مركز لها في باريس، لم «يكن لديه شركاء». وأضاف: «ما نعرفه الآن هو انه بالتأكيد من أصل تونسي، وأن اسمه هو طارق بلقاسم، وانه أقام في بلدان من الاتحاد الاوروبي، لوكسمبورغ وسويسرا وألمانيا». وكانت الشرطة الألمانية أعلنت أنها دهمت مأوى لطالبي اللجوء في مقاطعة «شمال الراين- وستفاليا» غرب البلاد، أقام فيه منفذ الهجوم. وأشارت إلى أنها فعلت ذلك بناءً على معلومات تلقتها من السلطات الفرنسية، لافتة إلى ان الشرطة القضائية في المقاطعة «تواصل تحقيقاتها». وأضافت انها لم تجد خلال دهم المأوى «أي مؤشر على هجمات أخرى محتملة». ونسبت وكالة «فرانس برس» إلى مصدر قريب من التحقيق ان الرجل كان مسجلاً بصفته طالب لجوء في ألمانيا. كما أن أقارب له تعرّفوا عليه، بوصفه تونسياً يُدعى طارق بلقاسم. وأوردت صحيفة «فيلت أم سونتاغ» الألمانية ان الرجل كان رسم شعاراً لتنظيم «داعش» على جدار لمركز طالبي اللجوء في ريكلينغهاوسن. وأضافت انه تسجل في ألمانيا بأربع هويات مختلفة وجنسيات عدة، سورية ومغربية وجورجية. وتابعت انه تقدم بطلب لجوء باسم وليد صالحي. وأوردت مجلة «در شبيغل» أن الرجل التقط صورة في المركز إلى جانب علم «داعش»، فاعتبرت السلطات المحلية انه يشكّل تهديداً. وأضافت انه اختفى من المركز في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. في غضون ذلك، أُخلي جزئياً مطار في السويد، بعد اكتشاف آثار متفجرات على حقيبة أثناء تفتيش أمني. وقال ناطق باسم الشرطة أن الحقيبة تعود إلى عجوز «تتعاون معنا، وتقول انها لا تعرف كيف وصل المسحوق إلى حقيبتها». وأعلن مسؤولون كنديون تحويل مسار طائرة تابعة لشركة «يونايتد آرلاينز» كانت متجهة من ألاسكا إلى دنفر، لتهبط في فانكوفر ل «أسباب أمنية»، مؤكدين اعتقال مشبوه.