دعت فرنسا الاتحاد الأوروبي إلى تحسين رصد جوازات السفر السورية المزورة التي يستخدمها أشخاص يحاولون دخول أوروبا بعد اكتشاف أن انتحاريين من منفذي هجمات باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كانا يحملان جوازي سفر مماثلين، فيما عمدت دول أوروبية إلى إعادة طالبي لجوء إلى الدول التي أتوا منها بسبب كذبهم بشأن جنسياتهم. وفي رسالة إلى المفوضية الأوروبية، دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الإجراءات الأمنية من خلال تحسين المعدات المستخدمة في التحقق من وثائق السفر على الحدود الخارجية لاسيما في اليونان وإيطاليا. وتنتشر جوازات سفر فارغة بين طالبي اللجوء بعدما سُرِقت من منشآت إدارية في مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش». وقال كازنوف في رسالته إنه بمجرد إضافة هوية لجواز السفر الفارغ يصبح من الصعب جداً اكتشافه. وقال كازنوف: «فحص وثائق السفر التي يقدمها اللاجئون على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي مسألة بالغة الأهمية ومبعث قلق». وأضاف أن الهجمات «أظهرت للأسف أن بعض الإرهابيين يخططون للوصول إلى بلادنا ولارتكاب أعمال إجرامية من خلال الانضمام إلى المهاجرين واللاجئين». وأظهرت مسودة وثيقة لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الألماني أمس، أن حلفاء المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في ولاية بافاريا يرغبون في منع دخول المهاجرين إلى ألمانيا ما لم يكن لديهم وثائق هوية سليمة. وتقول المسودة التي سيناقشها الحزب الأسبوع المقبل، إن التدمير المتعمد لأوراق الهوية والمعلومات الخاطئة التي يدلي بها مقدمو طلبات اللجوء لا تؤخر عملية اللجوء فحسب بل تجعلها مستحيلة في كثير من الأحيان. وأضافت: «لم تعد ولايتنا (بافاريا) قادرة على قبول هذا إذا أرادت أن تظل تُدار بحكم القانون على المدى البعيد. وعلى أي حال يمكن الحصول على أوراق بديلة في الدول الآمنة المجاورة لنا». في سياق متصل، صرح ناطق باسم الشرطة النمسوية، بأن بلاده أعادت مئات المهاجرين إلى سلوفينيا المجاورة على مدى الأيام ال3 الماضية بسبب كذبهم بشأن جنسياتهم، في محاولة لتحسين فرصهم في نيل حق اللجوء. وأضاف الناطق أنه خلال عمليات الفحص الفوري للوافدين يومياً ويُقدَّر عددهم بحوالى 3 آلاف شخص لاحظ أفراد من الشرطة ومترجمون ارتفاعاً في عدد الأشخاص غير المسجلين الذين لا تتماشى مهاراتهم اللغوية مع الجنسيات التي حددوها لأنفسهم. وقال: «نفترض أن البعض يحاول استغلال الوضع وهم يعلمون جيداً أن فرصهم ضئيلة للغاية في الحصول على لجوء في النمسا أو ألمانيا»، مضيفاً أن مئات المهاجرين من هذا النوع تتم إعادتهم مباشرة إلى سلوفينيا منذ 26 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وحصل مهاجرون من سورية وأفغانستان في عام 2014 على حق اللجوء أكثر من حمَلة جنسيات أخرى. كما أعلنت النروج أول من أمس، نيتها طرد اللاجئين الذين يصلون إليها من بلد آخر في فضاء شنغن خصوصاً من السويد، مؤكدةً أنها تسعى إلى انتهاج سياسة لجوء «بين الأكثر تشدداً في أوروبا». وفي حال إقرار مشروع القانون هذا سيكون بإمكان قوات الأمن أن ترفض دخول أي شخص في حال وصل إلى الحدود من دون تأشيرة بنية طلب اللجوء، من بلد موقع على اتفاقية شنغن، مثل النروج. من جهة أخرى، عثر رجال إنقاذ أتراك على جثة طفل سوري (4 سنوات) اعتُبر مفقوداً منذ أسبوعين على ضفاف البوسفور في إسطنبول. وحددت الشرطة هوية الطفل على أنه متين فيصل الذي هربت عائلته إلى تركيا من الحرب في سوريا قبل سنتين. إلى ذلك، وصل أكثر من مليون مهاجر بحراً إلى أوروبا خلال عام 2015، وفق أرقام نشرتها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس.