باشرت مئات من المساجد في فرنسا تنفيذ مبادرة «الأبواب المفتوحة» التي لا سابق لها على صعيد الحجم وتستمر يومين، للدفاع عن إسلام «التفاهم» عبر تقديم «شاي الأخوة» في الذكرى الأولى لهجمات كانون الثاني (يناير) 2015 التي استهدفت مقر صحيفة «شارلي ايبدو» الساخرة في باريس ومتجراً يهودياً. تزامن ذلك مع إزاحة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الستار عن لوحة تذكارية في مونروج بضاحية فرنسا، حيث قتل الجهادي احمدي كوليبالي الشرطية كلاريسا جان فيليب بالرصاص، وتنظيم تجمع لتكريم الضحايا الأربعة الذين قتلهم كوليبالي أيضاً داخل المتجر اليهودي بالضاحية الشرقيةلباريس. وقال رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنور كبيبش: «تساءلنا ما نستطيع أن نفعله لتعزيز التفاهم والتلاحم الوطنيين في مناسبة الذكرى، ورأينا أنه بدلاً من التركيز على الأفعال المأسوية من المفيد والمهم الاحتفال بروح 11 كانون الثاني التي برزت في مسيرات المواطنين الضخمة بعد الاعتداءات، مع هدف إنشاء مساحات للضيافة والتبادل مع المؤمنين وجميع مواطنينا، والإفادة من ذلك لإبراز قيم الإسلام الحقيقية، وكسر هذه الصور السلبية للروابط مع العنف والإرهاب». ورأى كبيبش في عملية الأبواب المفتوحة «بادرة انفتاح» في وجه «خطر الالتباس والوصم». و»شاي الأخوة» هذا سيكون بأشكال مختلفة: تقديم مشروبات ساخنة وحلوى وزيارات منظمة ونقاشات وورشات للخط العربي ودعوة للمشاركة في الصلاة يوم الخميس. ولا تشارك في المبادرة كل المساجد وقاعات الصلاة المقدر عددها بحوالى 2500، لكن معظم الأماكن الهامة مثل مسجد باريس وقاعة الصلاة الصغيرة التي تعرضت للتخريب في حي شعبي في اجاكسيو بجزيرة كورسيكا. ولفت كبيبش إلى أن إمام مسجد بريست (غرب) الذي أدلى بتصريحات اعتبرت ظلامية «لم يظهر». وتبلغ مراسم الذكرى ذروتها اليوم في ساحة الجمهورية بوسط باريس، حيث يتوقع أن يحصل تجمع شعبي كبير لتكريم ذكرى حوالى 150 قتيلاً في فرنسا على يد جهاديين العام الماضي.