استقطبت فعاليات «سوق هجر التراثي» مزيداً من الباحثين عن جوانب من تاريخ محافظة الأحساء، عبر فعاليات ثقافية وفنية وأدبية، أحالت ليل قصر إبراهيم، إلى نهار. حتى بات القصر الذي شيد قبل قرون، إلى المقصد الأول لسكان الأحساء، ولكثيرين من خارجها، توافدوا على المحافظة، لمتابعة هذه الفعاليات التراثية، والاجتماعية، والتسويقية، والاستعراضية، التي توظف المقومات السياحية المختلفة، وبخاصة الأنماط الثقافية والتراثية في الأحساء، لتوفير تجربة سياحية ثرية وممتعة. وعلى رغم العرض الليلي المُتكرر للمرة الرابعة، لملحمة «الحلم والأناة»، إلا أن إعجاب الحضور في هذا العمل الذي يجسد قصة إسلام قبيلة بني عبد القيس على يد رسول صلى الله عليه وسلم، لم ينقطع، وهي من كتابة المسرحي الدكتور سامي الجمعان، وإخراج نوح الجمعان، والتقنيات الفنية لسلطان النوة، بمشاركة حشد من الفنانين. كما شاركت جمعية الثقافة والفنون، في المهرجان بعديد من الفعاليات التي تمثل من خلالها شعراء هجر، وكذلك القوافل التي تتجول على بلدات الأحساء، حتى الوصول إلى موقع السوق، إضافة إلى الحرف والألعاب والفلكلورات الشعبية. إلى ذلك، شاركت المكتبة العامة في السوق، من خلال توزيع ألف كتاب على الحضور. وقال أمينها علي البويت: «إن المكتبة استطاعت تسجيل حضور لافت في المهرجان، بتوزيع الكتاب المجانية، والمعرض الدائم لاطلاع الحضور على أمهات الكتاب القديمة، التي تجاوز عمرها 50 عاماً». كما شارك المنتدى الشعبي لشعراء الأحساء، في السوق، بتقديم قصائد نبطية، للشعراء عبد الهادي راشد العجمي، وعيسى مسهي العجري، وعبد اللطيف الفضلي، ومحمد السالم، وشماخ العرجاني، وبدر العايذي، وسالم همام المري، ومحمد علي بن معمور. بدوره، قال رئيس اللجنة المنظمة للسوق وكيل محافظة الأحساء خالد البراك: «إن السوق الذي أقيمت نسخته الأولى هذا العام سيتكرر سنوياً. وستسعى اللجنة المنظمة لتطويره وتنفيذه في مواقع عدة». وأشار إلى أن السوق يسعى إلى «استقطاب المواطنين والمقيمين والسياح خلال فترة إجازة منتصف العام الدراسي، لتتحقق بذلك الفائدة والمتعة للجميع». وأضاف «على رغم العقبات، إلا أن عزيمة المشاركين أسفرت عن إطلاق السوق بهذا المستوى الرائع». واعتبر عضو اللجنة التنفيذية في مجلس التنمية السياحية أمين الأحساء المهندس فهد الجبير، سوق هجر «مهرجان ثقافي هام». وأكد ضرورة «إعطاء الشباب الفرصة، عبر إقامة فعاليات هذا السوق، ليتعرف على تاريخه وثقافته». كما أكد على أهمية «التركيز على المستوى الثقافي»، واصفاً هذا البعد ب «الهام جداً». فيما لفت المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار علي الحاجي، إلى الدور الذي بذلته الهيئة العامة للسياحة والآثار في إطلاق سوق هجر في نسخته الأولى. وأشار إلى ان رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان «تابع أدق التفاصيل، ليس لإطلاق السوق فحسب، وإنما ليكون ناجحاً بكل المقاييس، ويسهم في جذب الأهالي والمقيمين في الأحساء والمملكة». وقال: «إن السوق لا يزال في مستهل الطريق، وهو بحاجة إلى مزيد من الجهود، ليكون أفضل في الأعوام المقبلة».