انتشرت في الآونة الأخيرة منشورات وإعلانات بعنوان «معلمون لجميع المراحل»، تم وضعها على أبواب الشقق وواجهات المباني وفي كل مكان نتوقعه، ولعلنا ندرك خطورة هذه الظاهرة على أبنائنا وبناتنا في التعليم العام، ولكن وللأسف الشديد أن الخطورة تكمن هل هذه الفئة من الناس التي أطلقت على نفسها معلمين هم معلمون فعلاً؟ وما الذي يضمن إذا كان كذلك بصراحة؟ هذا الموضوع شدني كثيراً، لما له من مردود في المرحلة التعليمية، وهناك الكثيرون من أولياء الأمور تشدهم هذه الإعلانات، فيقومون بالاتصال على طريق الهواتف المحددة في الإعلانات، وأولياء الأمور يهدفون من وراء ذلك إلى تقوية علمية في بعض المواد العلمية لأبنائهم، أسأل نفسي هل هؤلاء المعلمون لديهم رخص لمزاولة هذه المهنة المهمة في حياتنا أم أنهم عشوائيون؟ هناك ثمة أسئلة مطروحة أمامي، ولكن هذا الموضوع وعلى رغم أهميته يصبح عشوائياً، ما جعل معظم العمالة الوافدة يستغلون مثل هذه الأمور. قبل عامين أجبرني ابني الثانوي على الاستعانة بمدرس خصوصي في مواد علمية، وعلى رغم معرفتي بأن هذا خطأ ومخالفة، إلا أنني وافقت على طلبه، وبدوره اتصل بأحد الهواتف الموجودة خارج الشقة، فرد عليه رجل من جنسية عربية، وقبل أن يحضر ويتم الاتفاق طلب مني 200 ريال، لتدريس المقرر لمادة واحدة خلال ثلاثة أيام، فوافقت على التو، لأن هذه هي رغبة ابني، وبعد انتهاء الوقت المحدد، سألت ابني ماذا استفدت؟ فقال: لقد خسرت كل ما تعلمته سابقاً من مدرس المادة، وإن هذا المعلم لا يفقه شيئاً، ولحسن الحظ انني جلست مع ما سميته بمدرس الإعلانات، وسألته هل مهنة تدريس الدروس الخصوصية أخذها بشهادة تربوية، أم أنها مجرد تغطية فراغ؟ فكانت إجابته هي الثانية، وهو يحمل بكالوريوس لغة عربية، ويعمل في إحدى المؤسسات الخاصة محاسباً، للأسف الشديد انه لا يملك النظامية لأن يطلق على نفسه معلماً لكل المراحل ولجميع المواد، لكنه استغل فرصة غياب الرقابة، لزيادة دخله عن طريق هذا الموضوع، وإنني من هنا أهمس في إذن كل مدير إدارة تربوية بتخصيص حصص تقوية للطلاب والطالبات في المدارس نفسها، حتى لا يقع أبناؤنا وبناتنا في خطر! [email protected]