قلّل المحاضران الأميركيان في جامعة جورج تاون في واشنطن البروفيسور جين سزن والدكتور ميشيل هودسن، مساء أول من أمس، في محاضرة نظّمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حول القضايا الاستراتيجية في منطقة الخليج وسياسة أوباما، من التخوفات التي تثار حول تملك إيران للسلاح النووي، باعتبار أنها لا يمكن أن تستعمله في المنطقة وإن امتلكته، إذ ستواجههم إسرائيل بذلك، وأبديا تخوفهما من امتلاك طهران سلاحاً نووياً، لذا يسعى الغرب لإيقاف حدوث ذلك، وتساءلا هل ممكن فعلاً أن نوقف إيران عن النووي؟ في حين اعتبر الأكاديمي من معهد الدراسات الديبلوماسية الدكتور أسعد الشملان حصول إيران على السلاح النووي يدل على فشل أميركا، وعلى أننا سنمر بمرحلة جديدة في التسلح، لكنه أكد أن أي تعامل سلبي مع إيران سيؤثر في منطقة الخليج. وأشار الأكاديمي الأميركي من جامعة جورج تاون في واشنطن الدكتور ميشيل هودسن إلى أن هناك توجهات بضرب إيران لإيقاف المد العسكري لها، مفيداً بأن أوباما استعمل سياسة معتدلة هو وهيلاري كلينتون أول الأمر، وحالياً اتخذوا سياسة أكثر صرامة وحدة. ووصف إيران ب«الدولة القوية» في المنطقة، وزادت قوتها بعد سقوط العراق، إذ أصبح لها نفوذ أقوى، وكان الاحتلال الأميركي للعراق من صالحها. وأشار إلى أن علماء السياسة الأميركيين مهتمون بصعود الدول وسقوطها، لافتاً إلى أنه في حالة كأفغانستان نراها دولة ناشئة تحاول أن تنشئ نفسها من جديد، وألمح إلى السعي لبناء دولة قوية في كابل، لمنع طالبان من العودة إلى الحكم، وتساءل هل ننجح في ذلك؟ معتبراً ذلك هدفاً بعيد المنال في الحاضر. وأشار إلى أن هناك تحولاً إيجابياً في سياسة أميركا في منطقة الخليج، لافتاً إلى الارتباط الوثيق بين مصالح أميركا وتطور الصراع العربي - الإسرائيلي، وتطرق إلى خطبة أوباما في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي، وعن خيبة الأمل التي يشعر بها الناس حالياً، لكنها (الولاياتالمتحدة) تسعى إلى التوازن وإعادة سياستها في المنطقة بشكل أفضل. ونوّه الأكاديمي من جامعة جورج تاون في واشنطن البروفيسور جين سزن بعملية التصنيع التي تمر بها السعودية، معتبراً أنها لم تعد منطقة إنتاج نفط فحسب، وأضاف: «القوة في الخليج تسعى لأن تكون عالمية»، وشدد على أن القوة الحقيقية في الاقتصاد والمال، واستشهد بالصين والهند كيف استطاعتا أن تفاوضا الولاياتالمتحدة على هذا الأساس، ولفت إلى أن السياسيين الأميركيين يدعون إلى تحقيق الاستقلال من موارد النفط الخارجية، إذ ان هناك تحركات جديدة مفاجئة قد تفضي إلى تغيير جذري، كالتنقيب عن النفط في خليج المكسيك وفي ولاية ألاسكا، إضافة إلى دعوات في الإعلام والشعب لتقليص كميات الوقود، مفيداً بأن هناك ضغطاً من اللوبي الإسرائيلي لتقليل الواردات من الشرق الأوسط، وبدأ ذلك بالفعل. وتوقع أن تصبح الصين عاملاً أساسياً في المنطقة، وأفاد بأن نصيب الولاياتالمتحدة تقلص جذرياً، في حين ارتفع نصيب الصين من 2 إلى 12 في المئة، وطالب السعودية بالبحث عن موارد أخرى، بحكم أنها بحاجة إلى كمية من الطاقة، مشيداً بسياسة المملكة في الاعتماد على الاقتصاد المبني على المعرفة، وتطوير التعليم باعتباره أساس التحول. وأفاد بأن هناك تصاعداً في الاعتراض على الولاياتالمتحدة في ضرب إيران، لأن هذا سيوقف حركة التصنيع التي تمر بها منطقة الخليج، وأبدى سزن تفاؤله في العراق، لما رآه من حس وطني في الانتخابات.