أعلن مصدر أمني عراقي أن «مسلحين فجروا بالعبوات الناسفة مسجد الفتح في قرية سنجار، شمال الحلة، ومسجدين في ناحية الإسكندرية، بالإضافة إلى مسجد عمار بن ياسر في منطقة البكرلي واغتالوا إمام مسجد خامس»، في ما بدا أنه رد فعل على إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية، ما أثار المخاوف من عودة الحرب الأهلية و»حرب المساجد». لكن الحكومة وصفت ذلك ب «محاولة يائسة لاستعداء الطوائف» بعضها على بعض. (للمزيد). وقال رئيس ديوان الوقف السني في بابل ل «الحياة» إن «الشرطة لم تتعرف إلى هوية المنفذين الذين حاولوا إثارة النعرات الطائفية». وأضاف أن «مسؤولين في المحافظة وصلوا إلى مبنى الوقف للوقوف إلى جانب الموظفين والسكان». وبابل من المحافظات المختلطة طائفياً وشهدت خلال سنوات الحرب الأهلية (2006 – 2008) عمليات قتل وتفجير للمساجد. إلى ذلك، تعهد رئيس الحكومة حيدر العبادي مطاردة المنفذين، ووجه في بيان قيادة العمليات في بابل ب»مطاردة العصابات المجرمة من دواعش وأشباههم التي اعتدت على المساجد». وأضاف، أن «هذه العصابات تهدف إلى أثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية». وجاء في بيان لوزارة الداخلية أن «هذه الأحداث تتزامن مع الضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش في محاور القتال»، مؤكدة أن «هذه الاعتداءات محاولات يائسة لاستعداء الطوائف العراقية ضد بعضها، وثمة جهود لإحياء الاحتقانات المذهبية، على خلفية أحداث تشهدها المنطقة، تبذلها عناصر مدسوسة لزرع الفتنة واستغلال الظروف الإقليمية الراهنة، وقد أثبتت القوى العراقية المختلفة، وحدتها وتضامنها، وتجلت إرادتها في شكل واضح في الإصرار على وحدة النسيج الوطني وحماية المجتمع من كل أشكال التصدعات». واتخذت السلطات المحلية في بابل إجراءات أمنية مشددة حول المساجد المدينة، ونشرت قوات خاصة لحمايتها. وكانت «حرب المساجد» اندلعت بداية عام 2006 مع تفجير تنظيمات إرهابية مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، لتتبعه سلسلة تفجيرات نفذتها مليشيات ومجموعات مسلحة ذات خلفيات مختلفة طاولت مئات من المساجد والحسينيات على امتداد العراق، لتتبعها أعمال قتل وخطف استمرت أكثر من عامين. إلى ذلك، قال النائب عن «كتلة المواطن»، من بابل، محمد علي المسعودي في بيان إن «التفجيرات لها أهداف بعيدة المدى، وهي محاولة لإعادة العراق إلى التنافر والتناحر الطائفي لكن حكمة أبناء العراق كفيلة بالتصدي لهذه الهجمات». وأكد أن «قواتنا الأمنية سترد بقوة على هذه الجهات وتعاقب منفذيها». وتابع أن «كتلة المواطن في مجلسي النواب والمحافظة تستنكر هذه التفجيرات، وتعتبرها محاولة رخيصه لن تزيد العراقيين إلا تماسكاً». لكن عضو المجلس المحلي في الحلة أحمد عبد الطائي، اعتبر «تفجير المساجد ردّاً من المليشيات على إعدام رجل الدين السعودي نمر النمر». وكان تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر نفذ أمس تظاهرات في بغداد للمطالبة بإغلاق السفارة السعودية لتي لم تفتتح رسمياً حتى الآن، فيما هددت فصائل شيعية مسلحة بينها «عصائب أهل الحق» و»النجباء» و»كتائب حزب الله» ب»الرد» على إعدام النمر. وكان السفير السعودي لدى العراق ثامر السبهان قال إن «السفارة في بغداد تحت حماية الحكومة التي لديها الحرص الكامل على سلامة البعثة الديبلوماسية، فهناك قوانين واتفاقات ومعاهدات ونحن نثق بتحمل الحكومة مسؤولياتها الكاملة حيال أمن وسلامة منسوبي البعثة».