أغلقت بورصتا «شينزين» و «شنغهاي»الصينيتان أمس بعد انخفاضهما 7 في المئة في الجلسة الأولى لهذه السنة، وفقاً لآلية للحدّ من تقلبات أسعار الأسهم تثير فاعليتها تساؤلات. وتواجه أسواق المال في العالم انعكاسات التوتر بين السعودية وإيران، ولكن تراجع البورصتين الصينيتين جاء خصوصاً بعد نشر أرقام تشير إلى انخفاض النشاط في الصناعات التحويلية الصينية وقبل رفع قيود على بيع بعض الأسهم. وللمرة الأولى، أدى انخفاض المؤشر «سي اس آي300»، الذي يغطي البورصتين، إلى توقف تلقائي بموجب نظام جديد يحد من التقلبات. وعلقت التعاملات 15 دقيقة أولاً، قبل إغلاق البورصتين. وبموجب هذا النظام، تغلق البورصة لبقية اليوم إذا انخفض المؤشر أكثر من 7 في المئة. وعند تعليق التسعير، كان مؤشر شنغهاي المركب انخفض 6.86 في المئة أو 242.52 نقطة ليصل إلى 3296.26 نقطة، بينما تراجع مؤشر «شينزين» 8.22 في المئة إلى 2119.16 نقطة. وتهدف آلية تعليق المبادلات التي بدأ تطبيقها أمس إلى وقف تقلب الأسعار وتجنب حدوث التراجع الهائل الذي سجّل الصيف الماضي. ولكنّ محللين رأوا أن آلية وقف المبادلات يمكن أن تضرّ بفاعلية السوق، وقد تؤدي إلى نتيجة عكسية بدلاً من وقف التقلبات. وأشارت الأرقام المتعلقة بنشاط الصناعات التحويلية التي نشرها مكتب الإحصاء الوطني الرسمي في نهاية الأسبوع، إلى جانب أرقام المجموعة الخاصة للمعلومات المالية «كايتشين»، إلى تراجع واضح في الصناعات التحويلية في كانون الأول. وفي هونغ كونغ، بدأت البورصة تعاملاتها أمس في أول جلسة لها في العام الجديد على انخفاض بسبب مخاوف المستثمرين من تداعيات التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران. وتراجع مؤشر «هانغ سينغ» المجمع في أولى المبادلات 1.22 في المئة، أي 268.39 نقطة ليهبط إلى 21646.01 نقطة. إلى ذلك، تراجع اليوان الصيني في التعاملات المحلية أمام الدولار، ليسجل أدنى مستوياته له منذ نيسان (أبريل) 2011، بعدما حدد المصرف المركزي السعر الاسترشادي عند أقل مستوياته في أكثر من أربع سنوات ونصف سنة. وتراجع اليوان في التعاملات الخارجية إلى أدنى مستوياته منذ أيلول (سبتمبر) 2011، ما قوّض آمالاً بأن يبدأ ثاني أكبر اقتصاد في العالم العام الحالي بأداء أكثر استقراراً. وفي السوق الفورية، سجّلت العملة الصينية 6.5272 يوان للدولار، بانخفاض 0.51 في المئة عن مستوى الإغلاق السابق. وقبل فتح السوق، حدد المصرف المركزي السعر الاسترشادي للعملة الصينية عند 6.5032 يوان للدولار، وهو أدنى مستوياتها منذ أيار (مايو) 2011، بانخفاض 0.15 في المئة عن السعر الاسترشادي السابق البالغ 6.4936 يوان. وهبط اليوان في التعاملات الخارجية 1.42 في المئة عن السعر الفوري في السوق المحلية إلى 6.6213 يوان للدولار. وهوى الدولار إلى أدنى مستوياته في 11 أسبوعاً أمام الين أمس، متضرراً من خسائر جديدة في بورصة الصين، دفعت المتعاملين للجوء إلى الين الياباني والفرنك السويسري بحثاً عن الملاذ الآمن المعتاد. وحتى مع توقع معظم المصارف الكبرى وكبار المتعاملين في الصناديق مزيداً من الصعود للعملة الأميركية خلال العام الحالي، فإن الشكوك في حدوث ذلك تنامت في شهر هبط خلاله الدولار نحو خمسة في المئة أمام اليورو ونحو ثلاثة في المئة أمام الين. وارتفع الفرنك السويسري والين نحو واحد في المئة مقابل الدولار لتسجل العملة الأميركية 118.995 ين و0.9941 فرنك. وتراجع دولار كل من أستراليا وكندا ونيوزيلندا تراجعاً حاداً، وكلها عملات تعتمد على النمو وازدهار أسعار السلع الأولية. وسجل الريال السعودي هبوطاً حاداً أمام الدولار في سوق العقود الآجلة صباح أمس، بعد تدهور العلاقات بين السعودية وإيران بما يثير مخاوف من ارتفاع كلفة التمويلات الدولارية للمملكة. وقفزت العقود الآجلة للدولار أمام الريال لأجل سنة إلى 680 نقطة، مقتربة من أعلى مستوياتها في 16 سنة مقارنة بمستوى يبلغ نحو 425 نقطة نهاية الأسبوع الماضي. ولا يوجد مجال يذكر لتحرّك الريال أمام الدولار في السوق الفورية للعملة، نظراً إلى ربطه بالعملة الأميركية عند 3.75 ريال للدولار، ومن ثم تلجأ المصارف لسوق العقود الآجلة للتحوط من الأخطار. وفي الأشهر الأخيرة، تراجع الريال في سوق العقود الآجلة لأدنى مستوياته منذ العام 1999، في ظل مخاوف من أن تضطر الرياض في النهاية إلى التخلي عن ربط العملة بسبب العجز الكبير في الموازنة السعودية الناجم عن هبوط أسعار النفط. وقفز الذهب أكثر من واحد في المئة أمس، مدعوماً بالإقبال على شرائه كملاذ آمن عقب تصاعد التوترات السياسية في الشرق الأوسط وتسجيل هبوط حاد في أسعار الأسهم والدولار عقب صدور بيانات صينية ضعيفة أذكت المخاوف في شأن النمو العالمي. وسجلت أسعار معادن المجموعة البلاتينية هبوطاً حاداً بعدما قوّضت مسوح لقطاع الصناعات التحويلية الصيني الآمال بتعافي القطاع. وتتأثر هذه المجموعة بضعف الاقتصاد أكثر مما يتأثر به الذهب، إذ أنها من السلع الأولية التي تستخدم في الصناعة على نطاق واسع. وصعد سعر الذهب في التعاملات الفورية 1.1 في المئة إلى 1071.84 دولار للأونصة، في حين صعد المعدن الأصفر في العقود الأميركية الآجلة تسليم شباط (فبراير) 11.30 دولار إلى 1071.50 دولار. وسيواجه الذهب أوقاتاً عصيبة هذه السنة مع توقع رفع أسعار الفائدة الأميركية وصعود الدولار، ويتوقع محللون هبوطاً أكبر في أسعار المعدن الأصفر. وارتفع سعر الفضة 1.3 في المئة إلى 13.96 دولار، في حين هبط البلاتين 1.5 في المئة إلى 876 دولاراً، والبلاديوم 2.8 في المئة إلى 546.16 دولار. إلى ذلك سجلت أسواق المال الأوروبية أمس تراجعاً عند بدء جلساتها الأولى للعام الحالي، متأثرة بانخفاض بورصتي الصين. وانخفض مؤشر «فوتسي» لأسعار أسهم 100 شركة كبرى 1 في المئة عن الأسبوع الماضي، ليصل إلى 6179.5 نقطة. وفي منطقة اليورو، انخفض مؤشر بورصة باريس «كاك 40» نحو 1.2 في المئة إلى 4648.8 نقطة، ومؤشر «داكس 30» نحو 2.39 في المئة ليصل إلى 10485.81 نقطة، ثم تجاوز تراجعه على الفور بنسبة 3 في المئة في الساعات الأولى للجلسة، بعدما أنهى العام الماضي على انخفاض نسبته 1.08 في المئة. وتراجع مؤشر «نيكاي» لبورصة طوكيو أكثر من 3 في المئة أمس، بسبب ارتفاع كبير في سعر الين وأرقام سيئة في الصين. وسجل «نيكاي 225» انخفاضاً نسبته 3.06 في المئة عند الإغلاق، أي 582.73 نقطة، ليقفل عند 18450.98 نقطة، بعدما كسب 0.27 في المئة الأسبوع الماضي. أما مؤشر «توبيكس» لكل الأسهم، فانخفض 2.43 في المئة إلى 1509,67 نقطة. وكان حجم التداولات معتدلاً وبلغ أقل قليلاً من 1.99 بليون سهم.