فقد سمعه وبصره خدمة لأبناء وطنه عندما تعرض لحادثة سير أثناء مهمة عمل سرية، وهو يحمل أسئلة اختبارات الثانوية العامة لتوزيعها على المدارس، عندما كان مديراً لأحد مراكز الإشراف التربوي التابعة لوزارة التربية والتعليم، إلا أن الأخيرة كافأته بعد إفاقته من غيبوبته بإحالته إلى التقاعد بحجة عدم صلاحيته للعمل. كان المالكي سعيداً بهذه المكافأة الرمزية من وزارته، فحمل ما تبقى من صحته العليلة لينتقل للعيش في محافظة جدة مع أسرته المكونة من والدته المسنة وزوجتين وأربعة أطفال، إلا أنه كان على موعد جديد مع الحزن، إذ فقد ابنه الوحيد في حادثة مرورية أيضاً، واستقبل المعزين بقناديل لا تكاد تضيء سلالم السطوح. يقول علي عوض المالكي ل «الحياة»: «اشتريت منزلاً من أحد المواطنين في حي «قويزة» العام الماضي، وتقدمت إلى شركة الكهرباء لزيادة قوة الكهرباء في منزلي إلا أنهم فاجأوني بأن رقم عداد الكهرباء مزور، وأن هناك عداداً آخر يحمل الرقم نفسه في منطقة قريبة من الحي الذي أسكنه، فأجبتهم أن العداد يحمل شعار الشركة وهي التي ركبته، وهي المسؤولة عن خطئها، فبدلاً أن تحل مشكلتي، وتتحمل الشركة مسؤولية خطئها، أقدمت على فصل التيار الكهربائي عن منزلي بتاريخ 22/3/1429ه دون اعتبار أن لدي أسرة مكونة من زوجتين وأربعة أطفال وعجوز مسنة. ويضيف المالكي «راجعت شركة الكهرباء التي تنصلت من إجرائها التعسفي وحولت موضوعي إلى أمانة جدة، لأبدأ بعدها رحلة شاقة من المراجعات، لم أجد من يضيء عتمة ليلي فنصبت خيمة فوق سطوح منزلي أفترش حصيرة من بساط، في أجواء غير صحية وسيئة متقلبة. ويؤكد لجوءه إلى جمعية حقوق الإنسان ويقول «لجأت إلى جمعية حقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، فعملت بدورها وخاطبت الأمانة ممثلة في وكالة الخدمات مرتين متتاليتين من دون جدوى، لأرفع خطاباً آخر إلى إمارة المنطقة. وعلى رغم أنها طلبت من الأمانة رفع الضرر عني وعن أسرتي، إلا أن أحلامي اصطدمت بصخرة اليأس وكانت المفاجأة القاسية عندما رفضت الأمانة ممثلة في إدارة الخدمات توجيهات الإمارة وأطفأت آخر فوانيس الأمل». ويستنجد المالكي «اليوم وبعد عام أو يزيد أتمنى أن أجد من يقف على معاناتي شخصياً، ويضيء منزل أسرتي ويحاسب كل من تسبب في معاناتنا كوننا في بلد الإنسانية».