نقل نواب كويتيون امس عن وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح قوله ان صفقة تشتري بموجبها الكويت طائرات «رافال» المقاتلة الفرنسية الصنع «لن تتم قبل عرضها على ديوان المحاسبة». و تقدر قيمة الصفقة المثيرة للجدل والتي تشمل 28 مقاتلة مع قطع غيار وذخائر ودعم فني وتدريب بنحو خمسة مليارات دولار. وقال عضو مجلس الامة (البرلمان) الكويتي الدكتور وليد الطبطبائي للصحافيين بعد حضوره اجتماعا للجنة الشؤون الداخلية والدفاع البرلماني ان الشيخ جابر ابلغ اللجنة بأن صفقة الطائرات الفرنسية «لم يتم الإتفاق عليها بعد» وانها «لن تتم قبل عرضها على ديوان المحاسبة الذي يتولى الرقابة على الشؤون المالية الحكومية». ونقل عن الوزير ان الطائرة «ستتم تجربتها في حزيران (يونيو) المقبل لكشف مدى ملاءمتها لأجواء البلاد». وكان الطبطبائي وثلاثة نواب ضمن «كتلة التنمية والإصلاح» في البرلمان ابدوا منذ اشهر تحفظهم عن الصفقة واثاروا ملاحظات فنية ومالية. وقال عضو الكتلة الدكتور فيصل المسلم قبل ايام ان النواب طلبوا من وزير الدفاع توضيحات عن «سبب اخفاء التقارير عن ديوان المحاسبة ومدى أهمية الصفقة، وكفاءة الطائرات، وعن العمولات، ورأيه في التقارير الفنية العسكرية حول الطائرة». وزاد في شكوك النواب ما نقلته «وكالة الأنباء الفرنسية» عن بيان لقصر الإليزيه اثر استقبال الرئيس نيكولا ساركوزي قبل ايام رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الصباح أن الرئيس الفرنسي «تطرق خلال الاجتماع الى مشروع شراء الكويت 28 طائرة مقاتلة فرنسية والذي يجري حاليا تقويمه تقنيا». وأضافت الوكالة ان ساركوزي «أشاد بالميزات الفنية للمقاتلة الفرنسية وجدد رغبته في تحقيق هذا المشروع». غير ان «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) نقلت عن مصدر في الوفد المرافق للشيخ ناصر انه «تعليقا على ما اوردته احدى وكالات الانباء حول بحث مشروع شراء دولة الكويت 28 طائرة نوع رافال فان الخبر المشار اليه لا اساس له من الصحة وننفيه جملة وتفصيلا». وبحسب نواب كويتيين فان طائرة «رافال» باهظة التكاليف ولا تنتمي الى ما يعرف بالجيل الخامس من المقاتلات النفاثة والذي دخل الخدمة في الدول المتقدمة. وكانت الكويت اشترت في السبعينات والثمانينات 34 مقاتلة من نوع «ميراج اف 1» الفرنسية، غير انها استبدلتها بعد ذلك بمقاتلات «اف 18» الاميركية. وكان نصيب فرنسا من صفقات اعادة بناء وتسليح القوات المسلحة الكويتية بعد الغزو العراقي العام 1991 محدودا مقارنة بنصيب الولاياتالمتحدة وبريطانيا بل وحتى روسيا.